Saturday, May 10, 2014

The inevitable that isn't

There is little doubt that the Egyptian revolution of January 2011 was a bust. The majority of people in Egypt probably believe so, regardless of how they feel about the regime of Mubarak. However, there is some controversy over whether the spectacular failure is just a phase or if it's a definitive result. The most cogent of these protestations is a messianic, generational argument for the inevitability of the success of the revolution. According to this argument, the revolution was a generational act, led by the youth of the country and opposed and hindered by the older generations. The youth leadership is almost entirely through street actions, and the old people hindering is almost exclusively through ballot choices. According to this theory, the success of the revolution is built-in in the rules of nature, as the current youth generation grows and the older generation dies out, the ideas of the revolution would automatically win just through sheer demographics. This is patently false because it ignores the realities of how voting happens in Egypt, it ignores the main reason for the failure of the revolution, and it ignores one critical fact: As youth grow they will also change.

Elections in Egypt are not very special. They are mostly about interests, and large sections vote as blocks. There is a definite individual swing vote, and there are some ideological votes, but it's mostly about interests. And that's no different from anywhere else really. Labor votes for, single issue vote, vote for lower taxes, etc. Egypt is no different except the vote tends to focus on local, tribal, or family interests. The revolutionary response to such interests was to delegitimize them and equate them with corruption, thus alienating millions without providing an alternative. Even the more sane voices among the revolution tried to enforce an alignment of said interests with western styled grand policy decisions, not through grassroots work, but through constant lecturing on talk shows that nobody watches. The end result was that the revolution created a conflict with the interests (often legitimate) of many, leading to the formation of the very expected feloolist trend in the Delta.

Despite all their sarcasm and protests to the opposite, the failure of activists to provide an alternative is an integral part of this end result. By creating a situation where assumptions about Egyptian realities are completely wrong, the revolutionary forces insisted that canned solutions from Eastern European transitions are universal and must work in Egypt. When such solutions were proven through reality, and experiments in the region (particularly Iraq), showed them to be disastrous; this was always portrayed as lack of political will. And immediately, reform efforts that again cannot be applied to Egypt were presented as readily and easily applicable. Solar energy was presented as a cheap and universally used power source. India's economic growth was presented while demanding that not a lick of coal be used in Egypt. China's boom was cited, but any mention of special economic zones in Egypt was immediately attacked. Brazil was, quite sardonically, presented as an example of economic equality.

The theory still stands though, as a comforting backup, that as the population ages, youth and thus the revolution will come to dominate. Yes, it is true that there is a generational divide in Egypt. It is not as sharp and decisive as the activists think, but it exists. Yes, a large portion of youth are pro revolution and a large portion of adults is pro reform. And yes some of the pro revolution youth are extremely young, many are teens. But I fail to see how this logically leads to an inevitable victory of revolution over reform. In fact, human experience seems to suggest a much simpler answer. Youth are revolutionary because they are youth, not because of anything particular about this generation. As they grow older, they will definitely become more conservative as they are exposed to more realities and responsibilities. They most definitely will not be identical to their parents, and they will cause a change in society and the government. However, their parents were not identical to their predecessors either. To assume that there is something innately different in the current generation of youth is pandering.

In a way, what Egypt has been going through and is still going through is a more retarded, more bloody, less productive version of the flower power phase of the sixties. Today's youth are probably going to vote for Egypt's Reagan in twenty years, and they are not going to particularly or inevitably transform Egypt into a socialist democratic liberal secular society.

Tuesday, April 22, 2014

النظرية الاقتصادية المتينة

فيه قصة حلوة من الحرب الأهلية الأسبانية. قلب معسكر الديمقراطيين في اسبانيا كان في كاتالونيا. وبرشلونة كانت الجوهرة في تاج المعسكر ده. كاتالونيا كان متحكم فيها الأناركيين وكانت مغناطيس بيجذب اليسار من كل أنحاء العالم عشان يحارب ضد الفاشية العسكرية. كاتالونيا أصرت على ان الثورة لازم تكون مستمرة وان الوسيلة الوحيدة لكسب الحرب هي ان الثورة تفضل حالة دائمة في الأراضي اللي بيحكمها الديمقراطيين. طبعا معسكرهم خسر الحرب.

من ضمن التجارب اللي الأناركيين جربوها عشان الثورة تستمر في برشلونة كانت أنهم قرروا ان الفلوس اختراع رأسمالي ولازم ميبقاش فيه فلوس عشان الثورة تنجح. وبما ان الناس مش محتاجين فلوس لأن المفروض كل واحد ياخد اللي هو محتاجه وبكده كل الناس هيكونوا كويسين فقرروا انهم يمنعوا استخدام الفلوس في المدينة. طبعا الناس بقت تاخد أكل وسجاير وحاجات أكتر من حاجتهم. فقرروا ان لازم حاجة تحدد كمية الحاجات اللي كل واحد بياخدها. فقرروا يحرروا استمارات كل واحد يقدر ياخد بيها كمية حاجات محددة. ففي ناس كتير استهبلت وبقت مبتشتغلش وتاخد الاستمارات دي عادي. فقرروا ان كمية الاستمارات اللي كل واحد ياخدها أول كل شهر لازم تبقى موازية لكم الشغل اللي اشتغله. يعني أعادوا اختراع الفلوس من خلال عملية مدمرة ضرت معسكرهم في الحرب ومحدش استفاد منها حاجة. 

دا عرض لمشكلة القوى الثورية الكلاسيكية واليسارية منها بشكل خاص. وشوفنا له أمثلة كتير شبيهة في "الثورة" في مصر. على ان في مصر المنظور الاقتصادي لطبقة موظفي الشركات المتعددة الجنسيات ليه أصول معقدة تشمل الإحساس بالذنب، الإحساس بالاستحقاق، الجهل مع الجهل بحالة الجهل، واستنباط نتائج خاطئة من تجارب خاطئة لا يمكن حتى استنساخها بأغلاطها نتيجة اختلاف الظروف.

أوضح مثل لذلك هو تصور تلك الطبقة للاقتصاد. بالنسبة لواحد ساكن في فيللا وبيسوق عربية وأبوه كان ساكن في شقة وبيركب مواصلات فيه إحساس دائم بعدم الأمان نتيجة الإحساس بالخوف من زوال النعمة. كمان فيه إحساس دائم بالخوف من الطبقات التي لم تستفد من النمو الاقتصادي وهو خوف أناني في الأساس: خوف من هجومهم عليه وسرقة نمط حياته. الخوف دا بيتقدم في شكل التضحية بالذات وتقديم المصلحة العامة على الخاصة. وتبدأ صياغة عجيبة للاقتصاد كنظام مسطح خطي غير متغير يتضمن افتراضين أساسيين:

  • ان كم الثروة في الاقتصاد غير متغير
  • ان الدولة عندها قنوات مفتوحة لإمكانات غير محدودة

بناء على الإفتراضين الخاطئين يبدأ استنباط النتائج الخاطئة. والدافع ورائها ليس توفير حد أدنى للمعدمين ولكن توفير نوع من سكينة البال للطبقة المتوسطة والمتوسطة العليا عن طريق شبكة من الضمانات اللي بيسوقوها من أمثلة مغلوطة من دول غنية. أوضح وأضحل مثال على ذلك هو مقولة التوزيع العادل للثروات. والفهم المصري ليه هو ان فيه ثروات في الدولة نجمعها ونقسمها بالتساوي فكل الناس تعيش حلو أو على الأقل تعيش زي بعضها والفقير ميبقاش فقير قوي.

مشكلة النظرية دي مرة أخرى انها بتفترض ان الاقتصاد خطي: أي يساوي مجموع مكوناته، وأنه غير متغير بمعنى ان مجموعه ثابت مع الوقت. والفرضية التانية مصدرها الفكرة المصرية العتيدة أن مصر غنية بالثروات الطبيعية (وهي أسطورة). الاقتصاد مش خطي. لو جمعت مكونات معينة للاقتصاد ممكن تديك اكتر من مجموعها، مثلا لو جمعت تكرير مادة خام ثم تصنيعها ثم تسويقها فمجموعهم اكتر من مجرد جمعهم المباشر. وساعات بيبقى فيه تناغم سلبي والمكونات تطرح من بعض.

بشكل تاني: لو أنا جمعت "ثروات الدولة" بافتراض وجودها من أساسه ووزعناها بالتساوي مش هيكون فيه أي دافع للتنافس. بمعنى ايه اللي يخلي أي حد يشتغل أكتر أو أحسن أو يشتغل أساسا ما دام الكل هيكسب نفس المكسب في الآخر؟ وبالتالي الناس هتبطل تشتغل. وبالتالي لأن ثروة الدول هي في أغلبها خدمات وإبداع وصناعات غير ملموسة فمجموع المنتج في الاقتصاد هيقل. وبالتالي الكل هيزداد فقرا وبؤسا وأقل انتاجا وإبداعا وقوة ناعمة. المشكلة هنا ان فرض ان مجموع المنتج في الاقتصاد ثابت مش صحيح والاقتصاد نظام مترابط بيأثر كل جزء فيه على الآخر.

مثال تمت مناقشته على تويتر كان يتضمن نظرية الضغط على الدولة وحل مشاكل العشوائيات في نفس الوقت عن طريق كسر أبواب الشقق المغلقة واستيلاء سكان العشوائيات عليها بالقوة والسكن فيها. مشكلة النظرية دي انها تفترض ان لدى الدولة الإمكانيات والمصادر اللي تؤهلها لحل مشكلة العشوائيات بشكل عاجل لكنها فقط غير راغبة لذلك الضغط عليها كاف. خلينا نتجاهل ان الحل ده بيستولي على ملكية خاصة عنوة وبيفترض ان كل شقة مقفولة هي ملك أغنياء غنى فاحش. لنتجاهل ان الفكرة غير قانونية وتخالف الأعراف الإنسانية كلها. خلينا نفكر في نتائجها. النتائج ان هيبان ان الدولة مش قادرة تحمي الملكية الخاصة. وهينتشر الموضوع وهيتوغل وهيتحور للاستيلاء على العقارات المسكونة. أصحاب العقارات هيحاولوا يدافعوا عن ملكيتهم بالقوة. كل العوامل هتؤدي لانهيار سوق العقارات وانسحاب كل الشركات الكبرى. العاملين في الشركات هيسرحوا والمقاولين هيسرحوا العمالة اليدوية وأصحاب الشقق هيفقدوا قيمتها وتنهار الأيجارات فمحدش يصرف في الاقتصاد فيحصل كساد في الشراء فالمحلات تقفل وتسرح العاملين ومتشتريش بضاعة فالمصانع تقفل وتسرح العاملين. والنتيجة إيواء مؤقت لعدد من المشردين وعدد أكبر من البلطجية وإضافة ملايين لقائمة العاطلين والمشردين وسكان المقابر. قدام دا الحكومة أمامها إما الاستسلام للانهيار أو إخراج من استولى على عقار بالقوة.

وده اللي أدركته كل الدول بما فيها عتاة الشيوعية. حتى كوبا أصبح فيها مناطق حرة وأسواق حرة وانكماش في المجمعات الاستهلاكية. حتى أحفاد الفييت كونج يسعون لاجتذاب الاستثمار والحفاظ عليه. وكله مبني على تجربة الصين اللي أدركت ان في غياب المنافسة مفيش نمو، وبالتالي خلقت مناطق ومدن حرة تعامل فيها الشركات العالمية معاملة مميزة لاجتذابها ويسري فيها قوانين وقواعد خاصة تجعل المناطق دي مناطق ذات مستوى عالمي. في الأول كانت المناطق دي مستواها أعلى بمراحل من بقية المدن الصينية وكان الصيني العادي شايف فارق ضخم في نمط المعيشة. لكن مع الوقت والاحتكاك والمنافسة اضطرت الشركات الصينية لتطوير نفسها وعلي مستوى معيشة الصيني العادي إلى أن أصبحت الشوارع في المدن العادية قريبة من المناطق الخاصة. لكن دا جه بعد ده.

الخلاصة ان الكلام عن الضرائب التصاعدية ومعونات البطالة وإلى آخره ليس خطأ. الخطأ هو ان اللي بيتكلموا عن الحاجات دي لا عارفين ظروف تطبيقها في الدول الغربية ولا عارفين الطرق اللي نمت بيها الدول الغير غربية وبالتالي مش عارفين ايه يطبق قبل ايه وايه بيأثر على ايه.

الدولة:
  • تضمن عدم الاحتكار ووجود سوق مفتوح لا يمنع لاعبين جدد من الدخول
  • توفر حد أدنى من الأمان الاجتماعي حسب مواردها وسكانها وليس حسب موارد وسكان الإمارات
  • تضمن سلاسة الإجرائات الإدارية لمن يريد المنافسة والعمل والإنتاج
  • توفر بنية تحتية سليمة بمقاييس عالمية للصناعات والخدمات بسعرها الحقيقي
  • توفر الأمن
  • توفر إجراءات تقاضي اقتصادي واضحة ولا تخضع لدعايا شعبوية
  • تضمن عدم وجود وسائط أو محسوبيات أو رشاوي على كافة المستويات
  • تساعد العمالة على التدريب والتعلم الفني لمواكبة احتياجات السوق
  • تحاول خلق البيئة الملائمة لاستيعاب القوى العاملة في مؤسسات تنافسية في السوق
وإذا لم تقدر على ذلك على مستوى الدولة تبدأ بمناطق صناعية وتجارية خاصة حتى تتوفر الموارد وتتسرب الثقافة

الدولة لا:
  • تنتج ملابس
  • توظف كل من يتخرج أي كان مؤهله
  • تنفق على دعم استهلاكي للطبقات المتوسطة والعليا (بل توفر لهم المجال لرفع دخولهم)








Friday, April 11, 2014

نوستالجيا افلاس النيل للدراما

انا فاكر قنوات النيل قبل مجيدة في رمضان. كانت أحسن مكان الواحد يشوف فيه مسلسلات رمضان. كل المسلسلات كانت بتيجي على قنوات النيل والإعلانات كانت معقولة والمواعيد مترتبة وحاجة آخر أبهة.

وبعدين حصلت مجيدة. وكان من المؤسسات اللي مجيدة نجحت في انها تطاهرها كان ماسبيرو. وطريقة الطهور كانت سجن كل من حاول تطوير المؤسسة والسماح لمذيعات شكلهم ... لطيف انهم يطلعوا يقدموا على أساس ان ميكونش فيه تفرقة وكده بالإضافة لمئات التعيينات نتيجة مظاهرات فئوية هدفها الفلوس والتعيينات وظاهرها مظاهرات ضد الفساد (كالعادة).

فانفجر التلفزيون المصري وانهار انهيار مشافوش في تاريخه. طبعا لأن مجيدة ماسكة سكينة لمخاليق ربنا فمحدش قادر يقول ان مستوى التلفزيون انهار بعد الثورة. وتم تفسير الانهيار على ان الناس قال ايه خاصمت التلفزيون المصري لأنه تجنى على مجيدة في ال١٨ يوم.

ماشي. نمشيها كده. المهم ان محدش بقى بيتفرج على التلفزيون المصري. ومنهم أنا. مع اني كنت من أشد متابعينه.

من فترة مش بعيدة اكتشفنا في البيت ان قناة النيل للدراما دونا عن بقية قنوات التلفزيون المصري بقت كنز. بما انها ما بقاش بيجيلها ريحة الاعلانات وبما ان كل الميزانية بقت بتتصرف على البطالة المقنعة اللي اتعينت فالقناة بقت تقدر تعرض عدد صفر مسلسل جديد من اللي القنوات الخاصة والعربية بيعرضوها. وبالتالي القناة بتنكش في دفاترها القديمة وتعرض مسلسلات احدثها من خمس سنين وكتير منها من التمانينيات والتسعينات. ومن غير فقرات إعلانية. لأن مفيش إعلانات.



موسيقى افتتاحية مصرية لعمر خيرت مع شريط الانيميشن اللي على قد الإيد بتاع قطاع الإنتاج. سد نوستالجيا وانفتح. نوستالجيا درامية لمسلسلات تحمل ذكريات رمضانات متتالية وسنين متتالية ومراحل متتالية لا يجمع بينهم غير انهم كانوا أفضل من النهارده وكانوا قبل مجيدة.


شفت على النايل للدراما بعد ما طاهروها مسلسل عيون. افتكرت نفسي وانا صغير، مش فاكر أصلا المسلسل كان بيتعرض أول مرة ولا إعادة لما شفته. كل اللي فاكره مصر الجديدة في أوائل التمانينات. أمي بفساتين شيك ومن غير حجاب بتتمشى معايا في شوارع الكوربة ومحدش بيضايقها. ندخل مكتبة ريحة كل الكتب اللي فيها قديمة والراجل اللي واقف فيها شكله خواجة ونشتري قصة انجليزي مستعملة عشان زي كل الناس ساعتها مكانش معانا فلوس نشتري كتب خواجاتي مش مستعملة. ونخرج فرحانين ونروح مشي عشان معندناش في البيت غير عربية واحدة.



شفت كمان ضمير أبلة حكمت. موسيقى عمر خيرت والحوار بين فاتن حمامة وأحمد مظهر فكرني برمضان عرضها. فترة حوالين حرب الخليج. مصر ابتدت تتغير. العائدون من الخليج ابتدوا ينشروا قيمهم. لكن الناس لسه سعيدة. واخدين الأمور ببساطة. متطلباتنا قليلة. فيه إحساس عام في الجو ان مصر الى انطلاق.


الانطلاق اللي محصلش. لأن النيل الدراما كمان عرضت مسلسل العائلة. رمضان كان ابتدا يدخل في الشتا. إرهاب التسعينات في أوجه. صوت أنغام وموسيقى عمار الشريعي بيغرسوا رجلينا في طين البلد واحنا بنبص تحت العربيات عشان نتأكد ان مفيش قنابل. كنا بنخاف بس كنا كلنا عارفين احنا واقفين فين وفي أنهي معسكر ومستعدين نعمل اللي لازم يتعمل علشان نخلص من الإرهاب.


دلوقتي بيعرضوا أوان الورد. فاكرين؟ الإرهاب خلص. المحور بيتبني. أكتوبر بتعمر أخيرا. الساحل الشمالي بقى مقصد سياحي بطوله وطبقة متوسطة عليا بتطلع جديد. موسيقى خالد حماد وتصميم التتر الرائع ومحتوى المسلسل البرجوازي نوعا اللي يهم الطبقة الصاعدة. بداية اتصالنا الحقيقي بالعالم. الديش يغزوا، دخول المحمول. خطوات الانترنت الأولى، إقتصاد مصر يرتبط بالاقتصاد العالمي. وبداية جيل وطبقة هيقرروا في يوم يهدوا كل شيء.



أحدث مسلسل بيعرضوه هو الحقيقة والسراب. الطبقة المتوسطة العليا في ذروتها. تنفصل تماما عن الدراما المصرية والدراما المصرية تنفصل عنها وتختار جمهور آخر.

العصر الذهبي للتدوين. ينفصل جيل الشباب وبالأخص في الطبقات الأوفر حظا اقتصاديا عن الإطار الثقافي اللي بتعبر عنه الدراما المصرية. طبقة بتسافر وبتشوف حاجات على الانترنت وبتعرف الناس بتعمل ايه بره هي طبقة بتحس انها معندهاش اهتمام باكتشاف قدرة فيفي عبده على تمثيل أدوار الشر.

وهي دي المشكلة. مبارك من خلال النجاح والنمو الاقتصادي خلق طبقة عندها قدرة شرائية واستهلاكية عالية وفجائية بدون ما يكون فيه أي إطار ثقافي يستوعب الناس دي ولا يساعدهم على استيعاب التغييرات اللي حصلت في حياتهم. فانتهى الأمر ان فيه أكتر ناس استفادت من النمو الاقتصادي في مصر هي أول ناس أنكرت انه حصل وثارت على الأوضاع وقررت انها تضرب كرسي في الكلوب لأن أكيد فيه أحسن. تسأل منين جابوا التأكد ده متلاقيش إجابة.

وبعد تلات سنين من التأكد انه لأ مكنش فيه أحسن ابتدينا نتفرج على فيفي عبده في أدوار الشر ونحس بنوستالجيا لأيام كان فيها القدر الأدنى من الآدمية والاستقرار والحياة الطبيعية والنمو.

وهنا يطرح السؤال الآتي نفسه:

هو مبارك كان مانعكم تشربوا قهوة في البلكونة وتسمعوا فيروز وتصوروا صوابع رجليكم يا ولاد الكلب؟

Monday, March 31, 2014

مجيدة في كون موازي

أغلب الناس خلاص قررت ان الحمد لله مجيدة فشلت. وأغلب الناس كمان قررت ليه مجيدة فشلت. مثلا الثوار والنشطاء قرروا إن مجيدة فشلت لأن الإخوان والعسكر تآمروا عليها. بعض الفلول شايفين إن مجيدة فشلت لأنها انقلبت على مبارك ومبارك هو الوحيد القادر على إدارة مصر. بعض الناس قررت إن مجيدة اتنيلت لأنها مبنية على أساطير. وبعضهم رأيه أنها مؤامرة وتم إحباطها. وهلم جر، تباديل وتوافيق من أسباب لفشل مجيدة. دا بجانب طبعا الناس اللي محتاجة جلسات كهربا اللي شايفة إن الصاورة مستمرة ولسه مجيدة مفشلتش.

بس خلينا نفكر في سبب جديد نوڤي لفشل الحاجة مجيدة. سبب مش هقدر أشرحه غير من خلال المثال المضاد للسبب ده. تعال نتخيل مجيدة حصلت في كون موازي وكان السيناريو كالآتي:

مبارك تنحى عن الحكم وتركه للمجلس العسكري. الناس سابت مبارك ومسئوليه في حالهم يعيشوا أيامهم ونظريات ناشطات الثورة اللي معاهم محو أمية إن مبارك ثم شفيق ثم أمن الدولة ثم صفوت الشريف هم السبب في إن واحد نزل ماتش الزمالك في الاستاد بجلابية. المجلس العسكري أخد تعديلات لجنة مبارك على دستور ٧١ وعمل عليها استفتاء في مارس. انتخابات رئاسية في مايو ٢٠١١. عمر سليمان يكسب الانتخابات ويدير البلد سنة وكام شهر. في السنة وكام شهر عن طريق مفاوضات وإدراك الأمر الواقع الإخوان يعرفوا إنهم لازم وجودهم لا يتعدى ربع مجلس الشعب يوازنه باقي مجلس من قوى تقليدية وشوية المواهب المدفونة بتاعت يناير. الإخوان يشاركوا في الحكومة ولا يترأسوها. السلفيين وبلاليع التيار الإسلامي وأبو اسماعيل ميلحقوش يطلعوا. عمر سليمان يموت. انتخابات تاني بين شفيق وأي بياع فجل من بتوع يناير، مش مهم المهم إن الإخوان فهموا موقعهم اللي خطر يتخطوه وإن سابقة تداول السلطة موجودة.

كان هيحصل ايه؟ مكانش هيبقى فيه محمد محمود. مكانش هيبقى فيه حزب النور. مكانش هيبقى فيه رابعة ولا فض رابعة. كان الجيش هيطلع من السياسة. مكانش مجموعة من روابط تشجيع الكرة المكونة من شباب ومراهقين هتتحول لما يشبه الميليشيات السياسية. مكانش هيبقى فيه إفراج عن جهاديين. كانت سيناء هتتلم. كان زماننا عملنا مرحلة من إصلاح الدعم وبالتالي الكهربا بتقطع أقل.

طيب مين السبب إن ده محصلش؟ تعال نرجع ونفكر. السبب هو تغول الإخوان وظهور تيارات سياسية سلفية بتزق الإخوان لخلق دولة جديدة من الأساس لا وجود فيها لأي تيار غير تيارات الإسلام السياسي مما أدى لتحول كل الإسلام السياسي من أول مصر الطرية إلى أنصار بيت المقدس إلى مسخ موحد بيتحرك بتناغم نحو الهدف ده. طيب إيه اللي خلى الإخوان تتغول وتراكم حولها كل الإسلاميين؟ أساسا وجود فراغ. إيه سبب وجود الفراغ؟ حاجتين، الإصرار على دستور جديد من أساسه وإلغاء تعديلات لجنة مبارك لمجرد أنها من لجنة مبارك، وثانيا إطلاق لفظ "فلول". الإخوان والتيار الإسلامي استغلوا الحاجتين لإقصاء كل منافسة محتملة عن طريق وصمها بالفلولية ودعم الإقصاء بتحويل آلية المليونيات إلى ميكانيكية أسبوعية إعلامية. طيب مين اللي خيل للإخوان إن هيمنتهم مطروحة للنقاش؟ معرفتنا أن الإخوان كانوا على استعداد للتفاوض مع الدولة وقبول حصة من السلطة بدل السلطة كلها، ودي حاجة الثوار يبذلوا الإخوان بها. اللي غر الإخوان هو ظهور تيرمينولوجي الفلول وإقصاء الفلول و"كل الثورات لازم تطهر المؤسسات من النظام السابق" إلى آخر الترهات اليسارية اللي ظهرت في ال١٨ يوم والأيام القليلة اللي بعدها. طيب مين اللي نشر الأفكار دي مع إن من يتكلمون بها أفاقين أو جبناء بيهربوا من أول مواجهة؟ اللي نشرها التوك شوز اللي جابت شوية شباب ووجوه وقالوا هم دول شباب يناير وهم دول رموز يناير وهو ده الفن الثوري. 

يعني الإعلام هو سبب اللي إحنا فيه؟

أكيد لأ! اللي إحنا فيه سببه اختيارات غبية ومأساوية من كل الأطراف تقريبا. يمكن إحنا اتصرفنا كswarm intelligence كل طرف على حدة بياخد قرارات معتقد أنها بتأثر فيه لوحده في حين إننا كلنا بناخد واحنا مش واخدين بالنا قرارات بتوجهنا لنهاية محددة وإن كانت مش النهاية الأفضل. أو يمكن الموضوع موضوع chaos theory ومصر عبارة عن نظام ديناميكي والظروف الأولية عند حدوث الانفجار (مجيدة) كانت تؤدي للنهاية اللي احنا فيها. يمكن لو حاجة في الظروف الأولية اتغيرت مكناش وصلنا لنفس النهاية.

تخيل مثلا لو كان يسري فودة بيشتغل في بنك!



Wednesday, March 19, 2014

تطهير الداخلية في اوروبا الشرقية يا ولية

هل الشرطة في مصر محتاجة اعادة هيكلة وتطوير؟ هل هي مختلفة عن أي مؤسسة في مصر في مشاكلها؟ هل "تطهيرها" أولوية فعلا في مصر؟ الإجابة مني كواحد فلول ووحش على كل الأسئلة دي هي نعم. أمال إيه اللي حصل؟

الأول نشوف الإجابة نعم ليه. الإجابة نعم لأن وظيفة وهدف الشرطة الأساس هو تحقيق الأمن، مش فقط الأمن الجنائي لكن كمان أمن البنت أو الست اللي ماشية في الشارع في انها تمشي بدون تحرش، فرض القانون، حماية الممتلكات. هل ده كان موجود أيام مبارك؟ اللي مفيهوش جدال انه كان موجود أكتر من بعد أيام مبارك. دي حاجة يمكن قياسها. لكن هل فعلا رجل الأمن كان بيساعد البنت اللي بتتعرض للمعاكسة ولا كان بيقف يشارك؟ هل رجل الأمن كان فعلا بيديك المخالفة لأنك تعرض حياتك وحياة غيرك للخطر ولا كان بيهدد بالمخالفة عشان تديله حاجة؟ احنا عارفين الإجابة كويس. كان فيه إحساس بتآكل الأمن العام من قبل مجيدة وكل الناس كانت شايفاه ولامساه.

ثم حصلت مجيدة.

وكان من أول مطالبها "تطهير الداخلية." كويس. فيه أمل أهه. إيه؟ الموضوع فشل؟ يبقى أكيد كان فيه مؤامرة على مجيدة عشان الداخلية متتغيرش! صح؟

الحقيقة ان الداخلية اتغيرت. وان التغيير محركه الرئيسي كان مجيدة. وان نتائج التغيير كانت البؤس للجميع.

أولا مجيدة بنت ايديولوجية تغيير الداخلية بناء على ميثولوجيا خلقها البرادعي وروج لها وأضاف لها النشطاء. بناء على التنظير ده أصبحت أولى خطوات التطهير هي الانتقام من وتغيير القيادات. ثاني الخطوات تفكيك وتدمير جهاز الأمن الوطني. ثالثها تفكيك الأمن المركزي. لنصل ليوتوبيا أسماء محفوظ حيث تصبح هي وزيرة الداخلية وتصبح الأقسام زجاجية وقدامها زحاليق أطفال. أو لو أردنا شكل أكثر ثقافة في تقديم الرؤيا يبقى نطبق تجارب التحول في أوروبا الشرقية زي ما البوب قال وزي ما النشطاء قالوا ان أوكرانيا بتلعبها صح. أوكرانيا اللي لما فككت الأمن المركزي كإجراء انتقامي انشق أفراده بأسلحتهم وساعدوا روسيا في فصل إقليم القرم بإجرائات على الأرض.

فأصبحت آلية التغيير هي الآتي: حاصر مقار الأمن الوطني متهما إياه بتدبير الفتن الطائفية نافيا التهمة عن الإسلاميين. حاول محاصرة مقار أمنية طوال الوقت بأعمال شغب واستخدم فيها أطفال الشوارع أو حتى بلطجية مسلحين بس على النت سميهم أبطال. خلي الاشتباكات تستمر وناس تموت وشيل وزير بعد وزير. نزل ناس تشتبك وتموت كل ما تتزنق في تغيير نظام أو إسقاط حكومة. 

في نفس الوقت ساند أمناء الشرطة في إضراباتهم المستمرة الابتزازية وصور مطالبهم انها ثورية. قول انهم ضد تدخل أمن الدولة في عملهم، قول انهم بيثوروا ضد سوء معاملة الضباط لهم. ساند مطالبهم في الترقي الى ضباط.

عمم على الضباط كلهم. قول ان كلهم مرتشين وبلطجية وقتلة. تجاهل ان كتير منهم ان مكانش أغلبهم أبطال شايلين حياتهم على كفوفهم كل يوم في مواجهة إرهاب مكنته انت من البلد أو إجرام استشرى منذ الثورة وإلى حد ما من قبلها.

وزعلان ان الموضوع فكس؟ طيب ما انت عملت كل حاجة غلط. مين اللي قال ان الأمن المركزي ولا الأمن الوطني هم مشكلة أو أولوية المصريين أساسا؟ المشكلة في الأمن العام، في العسكري اللي واقف في الشارع اللي مبيعملش حاجة غير برشوة. المشكلة في اللي مش راضي يحمي البنت من التحرش، في اللي مبيجريش ورا الواد اللي على موتوسيكل اللي سرق الشنطة من الست الكبيرة. وطريقة التغيير مش الدخول في سلسلة لا نهاية لها من اشتباكات الشوارع يعقبها مطالبة بتغيير القيادات. الطريقة هي تدريب أعلى، دراسة لنظم الثواب والعقاب لأفراد الأمن، وتشديد الانضباط، وإعادة تحديد المهام.

ثم انك مش واخد بالك ان تقريبا أغلب أوجاع الشعب في الشارع مش مع الضابط؟ أغلبنا مشاكلنا مع الأمناء. أنا عمري ما قابلت ضابط قبل الثورة إلا ما كان مؤدب ومحترم، وتقريبا نص الأمناء اللي شفتهم حاولوا يبتزوني بطريقة ما. و أكاد أجزم ان أغلبية الناس كده. تقوم انت نتيجة تنظير يساري عبيط عن الطبقية وشوية تستوستيرون ونفسنة بين الضباط والمحامين تقلبها عركة مع الضباط؟

عامة النتيجة هي انك خلقت ثقافة تظاهر تقبل وجود السلاح، خرجتلنا ارهابيين من المعتقلات بحجة انهم معتقلين سياسيين، دمرت جهاز المعلومات الداخلية اللي أصلا مكانش حاجة جامدة يعني، بليت الجهاز بأمناء بقوا ضباط وزمايلهم عايزين يحصلوهم يا اما يقفلوا المديريات. وبالتالي الشرطة بتحارب على مليون جبهة من ضمنهم جبهة داخلية. لأن الداخلية اتغيرت والظروف اتغيرت والإرهاب اتغير بعد مجيدة وكله للأزفت.

Tuesday, March 11, 2014

Broken feedback: redux

In an old post, I argued that democracy won't work in the Arab world for a very long time. The main argument was that in the presence of Islamists, voting will never be self correcting and people can keep voting in the same government even if it keeps making bigger and bigger mistakes. In light of June 30th, where millions of people took to the streets to topple the MB regime; and, I would argue even more critical, in light of the record yes vote for the 2014 constitution, this assertion needs revision.

Or maybe it really doesn't.

June 30th proves without a doubt that millions of people in Egypt would resort to street action against Islamists. The constitution referendum shows that equal numbers are ready to turn out at polls to vote for the polar opposite of the Islamist opinion. Does that mean the barrier to democracy has been removed?

To answer the question one has to note that there are two main political blocks in Egypt at the moment. One block is the "activists" or "revolutionaries" or any other such self styled descriptions. This is a group of people who see in themselves a representation. Of freedom, liberty, social justice, workers rights, anti-militarism, anti-chauvinism, and general goodness. However, this is also a group which is seen by the opposing group as soft on the security and integrity of Egypt, as defendants of terrorism while being very crass with security personnel who fall dead every day. The economic left-ness of this block is seen as driving away badly needed investment at a critical time. And the nationalist credentials and funding of a lot of the groups in this block are seen as suspect.

On the other side of the fence, there is a block of traditionalists, conventionalists, bootlickers, reactionaries, counter revolutionaries, regime ancien, or any other self styled or "made their own" insulting description initially invented by the "revolutionary" camp. The conservative camp sees itself  as realistic, level headed, aware of Egypt's realities and priorities, and keen on the preservation of Egypt's territorial and social integrity. However, the opposing camp sees this camp as fascist, draconian, violent, militaristic, classist, oligarchic, and corrupt.

So the hundreds of parties and movements that resulted from Jan25 are coalescing under two large tents. One tent is seen as a champion of personal social freedoms, labour rights, higher taxes on the rich and not taking sharp positions on foreign policy. The other tent is keen on national security, fighting terrorism, supporting the troops, and stimulating the economy by lower taxes. Wait! That's the Democratic and Republican parties!

Isn't this awesome? The Egyptian experiment is yielding a two party system already. Perhaps the conservative camp is ascendant now and the revolutionary camp is fractured and needs more growth. But as long as watchdogs are keen and the trend is right, there will eventually be handover of power between these two camps in Egypt. Right?

Wrong!

The conservative camp might call the "liberal" camp in Egypt terrorist enabling along the same lines as in the US. The liberal camp might call the conservative camp fascist along the lines of some rhetoric in the US. However, there are fundamental differences. This kind of rhetoric in Egypt is not marginal for each camp, it is essential. There are no "centers" to the two camps that try to work out issues in a bipartisan manner while fringes duke it out in the media. Also when the conservative camp is described as fascist, it is absolutely a hysterical exaggeration, but not an extreme one. For this camp truly has been draconian. And when the conservative camp claims the liberals are foreign funded and completely unaware of Egypt's conditions, they are being dramatic but not drama queens.

Most of all when both camps accuse each other of enabling terrorism or exposing the country to the return of the MB, they are not just doing propaganda. The MB as a structured organization is probably dead, but the Islamist bulk that gave it some mass is still present. The Islamist golem is still at large, and if it finds itself a brain, it will illustrate for both camps the real meaning of fascism and compromising national integrity.

So while the local poor man's Jon Stewart May try to push against the conservatives as hard as the original does, and while the local Rush Limbaugh might try an (unbelievably more disjointed than the original) routine against the liberals, they can both rest assured that their mutual pushing against each other will only strengthen a possible Islamist comeback.

The Islamists are again blocking any real democracy in Egypt. But there might yet be a way out. Two things need to happen for democracy to function here. First the liberal camp has to become functional at an administrative and political level. Second Islamists must cluster under either of the two camps. Fundamentalist Christians in the US clustered under the Republicans. If Islamists in Egypt find an expression and an indirect way of accepting secularism through the liberal camp, without the liberal camp practicing its eternal habit of extracting joy from enabling religious fascism to rule, then there might be hope.

Sunday, March 9, 2014

نحن حلاوة بيه العنتبلي

انا اكتشفت ان الدراما المصرية دمرت قيم كتير عندنا. لا دي مش الخطبة بتاعت العيال كبرت و مدرسة المشاغبين بوظوا اخلاق جيل. انا اصلا مش شايف ان المسرحيات دي اثرت في أي حد أساسا غير شوية موجهين لغة عربية في التربية والتعليم. انا قصدي قيم تانية أهم وتأثيرها أكثر تدميرا.

تعال نتخيل اننا جيبنا واحد لا يعرفك ولا يعرفني وحكينا له الحكاية دي:

كان فيه راجل عايش في بلد مسلم محافظ. الراجل مكانش متعلم. لكنه اشتغل وفتح محل جزارة. لأن شغله كان كويس ولأن السلعة اللي هو بيبيعها كانت مطلوبة الراجل ده اتغنى. الراجل خلف بنت. مراته ماتت. على الرغم من ان الراجل عايش في مجتمع لا يقيم المرأة على الإطلاق ولا يورثها كالرجل وعلى الرغم من ثروة الراجل وخلفيته الثقافية المتواضعة إلا إنه ماتجوزش تاني عشان يحاول يجيب الولد. بالعكس هو ركز انه يربي بنته الوحيدة كويس. ورباها لغاية ما بقت آنسة شيك مثقفة ومحترمة. وأصر انها تكمل تعليمها في أعلى الكليات وكان ده مدعى فخر عظيم له.

في يوم الراجل دا لقى واحد جاي يتقدم لبنته الوحيدة. الواحد ده كان فيه شيء واحد يميزه: انه خال تماما من أي شيء يميزه. الولد كان لسه صغير في السن مالوش أي انجازات، علاقته بأبوه مضطربة، طالب غير مييز إن لم يكن فاشل، عنده استعداد للانجرار للسكر والمخدرات، ناقم على كل شيء، ليس له إنجاز علمي أو تميز ثقافي أو خبرة عملية أو روح رجل الأعمال أو ظروف مناسبة.

رد فعل الجزار انه رفض العريس.

انا مش عايز أتخيل رد فعل الراجل الكوري للقصة وهو شايف مين في الاتنين الشرير. انا عايز أشوف رد فعله على مخرج على باب الوزير وهو ما بيبذلش مجهود خالص مع السيناريو السابق لأنه ضامن اننا هنعتبر حلاوة العنتبلي الشرير. الأكادة اننا كلنا اعتبرناه فعلا شرير. الأدعى بقى انهم رجعوا عملوا القصة مسلسل وأضافوا لها كل ما يجعل حلاوة راجل تقدمي ماحيلتوش غير بنته وشخصية شريف منير/عادل إمام نطع وبرضه اعتبرنا حلاوة العنتبلي شرير.

الأوسخ في على باب الوزير هو الجو اللي بتخلقه حوالين الصنايعية. مبدأ ان كون السباك بيكسب كتير فده معناه فساد المجتمع مبدأ انا مش فاهمه لغاية دلوقت. السباك دا مهنة قبيحة ليه؟ فيها ايه عيب؟ الراجل بيعرض خدمة الناس محتاجاها بسعر هم مستعدين يدفعوه. ايه المشكلة؟ انما ازاي، لازم نهين كل طوائف الحرفيين ونشيع انهم بالضرورة سوقة وغير مثقفين وغير قابلين للتثقيف.

الحقيقة ان علي باب الوزير مجرد مثال استوقفني. انما الدراما المصرية ما شاء الله غنية بالكليشيهات المهببة. الغني حرامي ومصاص دماء. الحرفي جاهل وعديم الأدب. العصامي عديم الذوق ولا يستحق النعم اللي هو عايش فيها (اللي هو عملها بنفسه لنفسه). فقط من يستحق كل شيء ومن هو مظلوم دائما هي طبقة ما توجها أسامة أنور عكاشة في مسلسلاته. الطبقة المتوسطة الى المتوسطة العليا العاملة في وظائف الياقات البيضاء والمكاتب هي فقط من يستحق احترام الدراما المصرية. كتلة اللزوجة الممثلة في محاولة الحفاظ على نقاء أسرة سميرة أحمد في امرأة من زمن الحب هي غاية الدراما المصرية. ويولع حلاوة العنتبلي ببنته الدكتوره اللي طلع بيها من الدنيا.