Wednesday, March 19, 2014

تطهير الداخلية في اوروبا الشرقية يا ولية

هل الشرطة في مصر محتاجة اعادة هيكلة وتطوير؟ هل هي مختلفة عن أي مؤسسة في مصر في مشاكلها؟ هل "تطهيرها" أولوية فعلا في مصر؟ الإجابة مني كواحد فلول ووحش على كل الأسئلة دي هي نعم. أمال إيه اللي حصل؟

الأول نشوف الإجابة نعم ليه. الإجابة نعم لأن وظيفة وهدف الشرطة الأساس هو تحقيق الأمن، مش فقط الأمن الجنائي لكن كمان أمن البنت أو الست اللي ماشية في الشارع في انها تمشي بدون تحرش، فرض القانون، حماية الممتلكات. هل ده كان موجود أيام مبارك؟ اللي مفيهوش جدال انه كان موجود أكتر من بعد أيام مبارك. دي حاجة يمكن قياسها. لكن هل فعلا رجل الأمن كان بيساعد البنت اللي بتتعرض للمعاكسة ولا كان بيقف يشارك؟ هل رجل الأمن كان فعلا بيديك المخالفة لأنك تعرض حياتك وحياة غيرك للخطر ولا كان بيهدد بالمخالفة عشان تديله حاجة؟ احنا عارفين الإجابة كويس. كان فيه إحساس بتآكل الأمن العام من قبل مجيدة وكل الناس كانت شايفاه ولامساه.

ثم حصلت مجيدة.

وكان من أول مطالبها "تطهير الداخلية." كويس. فيه أمل أهه. إيه؟ الموضوع فشل؟ يبقى أكيد كان فيه مؤامرة على مجيدة عشان الداخلية متتغيرش! صح؟

الحقيقة ان الداخلية اتغيرت. وان التغيير محركه الرئيسي كان مجيدة. وان نتائج التغيير كانت البؤس للجميع.

أولا مجيدة بنت ايديولوجية تغيير الداخلية بناء على ميثولوجيا خلقها البرادعي وروج لها وأضاف لها النشطاء. بناء على التنظير ده أصبحت أولى خطوات التطهير هي الانتقام من وتغيير القيادات. ثاني الخطوات تفكيك وتدمير جهاز الأمن الوطني. ثالثها تفكيك الأمن المركزي. لنصل ليوتوبيا أسماء محفوظ حيث تصبح هي وزيرة الداخلية وتصبح الأقسام زجاجية وقدامها زحاليق أطفال. أو لو أردنا شكل أكثر ثقافة في تقديم الرؤيا يبقى نطبق تجارب التحول في أوروبا الشرقية زي ما البوب قال وزي ما النشطاء قالوا ان أوكرانيا بتلعبها صح. أوكرانيا اللي لما فككت الأمن المركزي كإجراء انتقامي انشق أفراده بأسلحتهم وساعدوا روسيا في فصل إقليم القرم بإجرائات على الأرض.

فأصبحت آلية التغيير هي الآتي: حاصر مقار الأمن الوطني متهما إياه بتدبير الفتن الطائفية نافيا التهمة عن الإسلاميين. حاول محاصرة مقار أمنية طوال الوقت بأعمال شغب واستخدم فيها أطفال الشوارع أو حتى بلطجية مسلحين بس على النت سميهم أبطال. خلي الاشتباكات تستمر وناس تموت وشيل وزير بعد وزير. نزل ناس تشتبك وتموت كل ما تتزنق في تغيير نظام أو إسقاط حكومة. 

في نفس الوقت ساند أمناء الشرطة في إضراباتهم المستمرة الابتزازية وصور مطالبهم انها ثورية. قول انهم ضد تدخل أمن الدولة في عملهم، قول انهم بيثوروا ضد سوء معاملة الضباط لهم. ساند مطالبهم في الترقي الى ضباط.

عمم على الضباط كلهم. قول ان كلهم مرتشين وبلطجية وقتلة. تجاهل ان كتير منهم ان مكانش أغلبهم أبطال شايلين حياتهم على كفوفهم كل يوم في مواجهة إرهاب مكنته انت من البلد أو إجرام استشرى منذ الثورة وإلى حد ما من قبلها.

وزعلان ان الموضوع فكس؟ طيب ما انت عملت كل حاجة غلط. مين اللي قال ان الأمن المركزي ولا الأمن الوطني هم مشكلة أو أولوية المصريين أساسا؟ المشكلة في الأمن العام، في العسكري اللي واقف في الشارع اللي مبيعملش حاجة غير برشوة. المشكلة في اللي مش راضي يحمي البنت من التحرش، في اللي مبيجريش ورا الواد اللي على موتوسيكل اللي سرق الشنطة من الست الكبيرة. وطريقة التغيير مش الدخول في سلسلة لا نهاية لها من اشتباكات الشوارع يعقبها مطالبة بتغيير القيادات. الطريقة هي تدريب أعلى، دراسة لنظم الثواب والعقاب لأفراد الأمن، وتشديد الانضباط، وإعادة تحديد المهام.

ثم انك مش واخد بالك ان تقريبا أغلب أوجاع الشعب في الشارع مش مع الضابط؟ أغلبنا مشاكلنا مع الأمناء. أنا عمري ما قابلت ضابط قبل الثورة إلا ما كان مؤدب ومحترم، وتقريبا نص الأمناء اللي شفتهم حاولوا يبتزوني بطريقة ما. و أكاد أجزم ان أغلبية الناس كده. تقوم انت نتيجة تنظير يساري عبيط عن الطبقية وشوية تستوستيرون ونفسنة بين الضباط والمحامين تقلبها عركة مع الضباط؟

عامة النتيجة هي انك خلقت ثقافة تظاهر تقبل وجود السلاح، خرجتلنا ارهابيين من المعتقلات بحجة انهم معتقلين سياسيين، دمرت جهاز المعلومات الداخلية اللي أصلا مكانش حاجة جامدة يعني، بليت الجهاز بأمناء بقوا ضباط وزمايلهم عايزين يحصلوهم يا اما يقفلوا المديريات. وبالتالي الشرطة بتحارب على مليون جبهة من ضمنهم جبهة داخلية. لأن الداخلية اتغيرت والظروف اتغيرت والإرهاب اتغير بعد مجيدة وكله للأزفت.

No comments:

Post a Comment