Tuesday, June 18, 2013

إدارة التنوع في العالم العربي

الربيع في الشرق الأوسط ليس كالربيع في شرق اوروبا. الربيع في الشرق الأوسط حار خانق. الربيع في الشرق الأوسط هو وقت غزو رياح الصحراء و الغبار و الرمال. في الربيع في الشرق الأوسط لا يتحمل احد الآخر.

الوضع في الدول العربية في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي لا يمكن تفسيره بعيدا عن التاريخ. على الرغم من كل مساوئ الاحتلال العثماني للدول العربية الا انه خلق نظاما مفتوحا يسمح بانتقال الأشخاص و الأفكار. و على الرغم من انحسار التأثير العثماني الى تأثير معنوي الا انها تركت ميراثا من الحد الأدنى من الحقوق للأقليات و مستوى من الاستقرار (او الركود) الذي ادى الى ظهور مجتمعات تعددية دينيا و اثنيا و طائفيا. و هو ما كان عليه الشرق الأوسط منذ القدم, مجتمع لا يمكن اتهامه بالنقاء في اي اتجاه.

عندما نفضت تركيا يدها من الشرق الأوسط و قررت انشاء دولة قومية حديثة آلت على نفسها أن تشارك في التعددية التي تميز الشرق الأوسط. فكانت مذبحة الأرمن التي خلقت دولة نقية دينيا في الأناضول. الا ان التعددية الاثنية ظلت رابضة تحت السطح في شكل الأكراد.

أما بالنسبة للدول العربية فقد تركت للدول الأوروبية الاستعمارية الفائزة في الحرب العالمية الأولى لتحديد مصيرها. و كان ترسيم الحدود بشكل عشوائي. ارسم خطا هنا و ارسم خطا هناك لتصنع دويلات لم يكن لها ابدا مقومات الدولة القومية. كما ان الحدود لم تراع التقسيمات الاثنية او الدينية. ارادت فرنسا ان تصنع حالة خاصة فحاولت خلق دولة تضم مسيحيي سوريا الكبرى لحمايتهم من الأغلبية المسلمة. فكانت لبنان. لكن لم يحدث هجرة طائفية في الاتجاهين كما حدث عند تقسيم الهند. فأصبحت لبنان التمثيل الأمثل لدول الشرق الأوسط بكل مشاكلها. أما بريطانيا فصنعت حالة خاصة أخرى أكثر نجاحا في فلسطين. ساعد على نجاح تكوين الدولة اليهودية العنف الشديد المتبع في التطهير العرقي (بما يستدعي مذابح الأرمن).

أما بقية دول الشرق الأوسط فواجهت معضلة صنع الدولة من لا شيء. و كان أمام تلك الدول عدة اختيارات لادارة التعددية في نطاق الحدود الجديدة. و من ضمن هذه الاختيارات كانت الحرب الأهلية. الا ان الاختيار الأساس في أغلبية الدول كان خلق هوية جديدة تسمى القومية العربية. هذه الهوية ذات اتجاهات يسارية و ميل خفيف نحو العلمانية. الا انها قامت بنجاح بمعالجة التنوع الطائفي في كل الدول التي تبنتها. و كان ذلك على حساب قمع التنوع الاثني (في الأساس للأمازيغ و الأكراد و العرقيات السودانية). كما انها انتهجت نهجا سلطويا غير ديمقراطي.

الاتجاه الآخر في الدول العربية كان باتجاه تكوين نظم ملكية. و في صدرها كان النظام السعودي حيث اتحدت الصدارة القبلية لآل سعود مع الثأر الشخصي لكهان الوهابية مع الأموال المفاجأة للبترول لتخلق وحشا يبحث عن أي مكان يصب فيه تأثيره. فكان الاتجاه للتأثير المباشر و الهيمنة من خلال الوهابية تحت عباءة ما يسمى السلفية على المسلمين السنة اللذين يمثلون غالبية سكان العالم العربي. ثم تلا صعود السعودية الثورة الايرانية و سعيها للسيطرة على الشيعة العرب. كما لم يتردد الغرب عن التأثير على المسيحيين العرب. و هكذا تبدد حلم القومية العربية بخلق هوية جديدة تجمع كل سكان الشرق الأوسط و شمال افريقيا. و ربما كانت الحرب الأهلية اللبنانية انذار مبكر عن التفتت الطائفي و الاثني المقبل عليه العالم العربي.

الا ان موت القومية العربية كان تدريجيا. تطلب مرحلة طويلة من الارهاب من الجماعات السنية و احتلال خارجي للعراق ثم مجموعة من الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و المعلوماتية. و كانت النتيجة ما يسمى بالربيع العربي الذي اضعف اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان و دمر تماما سوريا, اكبر دولة كانت تتمثل فيها الهوية العربية بصورتها الخالصة. ففي سوريا تجلت تداعيات سايكس بيكو و كوارث التغير الفجائي في الربيع العربي. فما يسمى ثورة سوريا هو كما هو واضح لكل العيان حرب طائفية. و ليس صحيحا انها بدأت ثورة ثم تحولت لحرب بعد استخدام العنف. فهي من أول لحظة ثورة من الأغلبية السنية على الأقليات العلوية و الشيعية و المسيحية التي احتلت المراكز القيادية في البلاد منذ الانقلاب البعثي. و الثورة في قلبها الاخوان و يشعلها الانتقام من مذابح الأسد الأب في حماة (التي يدعي العلويون ان لولاها لقسمت سوريا). ثم ما هو المطلوب من 40% من سكان سوريا الغير سنة. من الطبيعي عندما يتأملون العالم العربي و بالأخص بلدان الربيع العربي أن يصيبهم الرعب من العيش في دولة يتحكم فيها الغالبية السنية. و لكن بشار ارتكب مذابح! عندها يتضح قرب استحالة عيش الشعب السوري مع بعضه. ثم يطرح السؤال ما هي سوريا؟ لم لا يستقل العلويون و المسيحيون و الأرمن بدولة تضم الجبال و التلال المحيطة باللاذقية؟ و لينعم السنة بحقهم في حكم بقية "سوريا".

في شمال افريقيا يوجد حالتين شاذتين مخالفة لفشل الدول العربية الغير عائمة على آبار البترول. الحالة الأولى هي الحالة الثورية في تونس. فعلى الرغم من التردي الاقتصادي في تونس ما بعد الثورة فهي في طريقها الى بناء دولة حديثة. فتونس هي العاصفة المثلى للظروف. حدودها رسمت بعناية او بحظ شديد بحيث ان تونس لا يوجد بها تنوع اثني او ديني يذكر. كما ان تونس بها مستوى عال من التعليم و الاحتكاك الشديد بالحضارة الاوروبية. لذا فحتى اخوان تونس اصروا على دستور جامع علماني مطلق للحريات العامة و الشخصية. كما ان تونس بها حركات ليبرالية و يسارية و عمالية فاعلة تضمن عدم استئثار الاخوان بالحكم. اما المثال الثاني فهو الممثل للدول التي اسعدها الحظ بعدم دخول نادي الربيع العربي و هي المغرب. المغرب غارقة في التعددية, فبها تعداد يهودي لا بأس به كما ان جزء ضخم من السكان أمازيغ. المغرب تعاملت مع التعددية اللغوية و الاثنية بمبدأ غريب عن العالم العربي: الاعتراف به. فالأمازيغية لغة قومية معترف بها و الدولة ليست فقط منوطة بالسماح بالتعبير باللغات الأمازيغية و لكن أيضا بتمكينها من خلال وسائل اعلام حكومية. أما التنوع السياسي فالمغرب اتبعت نموذجا اصلاحيا حقيقيا يقود الى ملكية دستورية. و هذه الخطوات تمت بخطوات تدريجية لا تسمح بحالة من الاستئثار او التعدي على التوازن المجتمعي. في هذا المجال استطاعت القوى الاسلامية ممارسة السياسة, لا سياسة الأحزاب التي تقودك الى الجنة او سياسة تكفير الخصوم, و لكن السياسة الحقيقية. و في هذا الاطار تساوت القوى الاسلامية مع غير الاسلامية كبديل سياسي يستطيع الشعب اختياره في الصندوق و طرده بالصندوق بدون التعرض لخطر دمج الدولة في الحزب أو محاولة تغيير توازن المجتمع أو مهاجمة ثقافاته و أديانه.

التحدي الأساسي أمام وجود الدول العربية هو إدارة التنوع. إذا ما هي الخيارات المتاحة امام دول الربيع العربي بخاصة و أغلب الدول العربية عامة؟
1-    الدولة الحديثة: و هي بكل وضوح الدول الديمقراطية الليبرالية العلمانية التي تعامل كل مواطنيها بمساواة بغض النظر عن النوع أو الإثنية أو الدين. و هذه المبادئ تتقبلها (و إن كان إسما) أغلب المجتمعات الغير مسلمة. و هذا الخيار يعتمد على المساواة و الحرية الدستورية و القانونية و التنفيذية. هذا الحل شبه مستحيل نتيجة رفضه من أساسه لمخالفته في تصور الكثيرين للدين الإسلامي و لمعارضة القوى السنية الإسلامية له
2-    نضوج التجربة الإسلامية: الحقوق و الحريات الأساسية لا جدال فيها. لكن في تصور الكثير من التيارات الإسلامية فالمشكلة في طريقة الوصول الى هذه الحقوق. في هذا التصور فإن هذه الحقوق يحتويها الإسلام و هو قادر على ان يكون مصدرا لها بدلا من التجربة العلمانية الغربية (العلمانية بدرجاتها مقبولة ايضا في أغلب مناطق آسيا و امريكا اللاتينية و إفريقيا). هذا الخيار لا يبدو محتملا نتيجة سيطرة الاتجاهات السلفية على كافة الأحزاب و التجمعات الإسلامية نتيجة تدفق أموال البترول

3-    التقسيم: و قد يكون التقسيم واضحا و حادا كما يبدو اتجاه الأحداث في سوريا. أو قد يكون أكثر ضمنية كما يحدث في مصر. ففي مصر يوجد كتلة قد تصل إلى ثلث السكان ترى في العيش تحت حكم التيارات الإسلامية خطرا وجوديا عليها و على ثقافتها و طريقة حياتها. لكن نتيجة عدم الفصل الجغرافي و قلة الأراضي الصالحة للعيش فالتقسيم الحاد قد يكون مستحيل. فالحالة الغالبة تتجه (بعد تصفية من يستطيع الهجرة من الثلث المختلف) إلى تكوين جيتوهات و بانتوستانات غير رسمية و غير معلنة. لتصبح مصر بحرا من التطابق يتخلله جزر من التعددية و التنوع. و بما أن التنوع يأتي اوتوماتيكيا بحراك اقتصادي و ثقافي فهذه الجزر ستضطر لدفع نوع من الضريبة أو الإتاوة للدولة لتسمح لها الأخيرة بالوجود. و ستقوم تلك الجزر بخلق نظم تعليمية و ثقافية و تجارية موازية مع التعامل مع حملات دورية من العنف من محيطها.

Monday, June 17, 2013

أمينة و شهيرة و أم حنظلة

كان فيه زمان ناس عايشة مع بعض في عمارة. كان فيه عيلة الست أمينة و ولادها و دي كانت أكبر عيلة في العمارة. كان فيه كمان عيلة الست أم حنظلة. و كان فيه بنت شابة اسمها شهيرة قاعدة هي و صاحباتها معاهم في العمارة. أما عم جندي فده كان بواب العمارة اللي كل الناس اتفقوا انه راجل كويس و أمين.        

رئيس مجلس إدارة العمارة كان راجل كبير في السن و ابتدى يبقى بطئ و مبيجمعش. لكن طول ما هو ماسك العمارة كانت الأمور ماشية و بيعمل تجديدات و تصليحات من حين لآخر و الأمور مش بشعة. بالأخص ان العمارة كانت في منطقة لبش و فقيرة و بنت ستين كلب. كل العمارات اللي حواليهم كانت بتولع و حتت منها بتقع لكن عمارتهم في مكانها. متلصمة بس في مكانها.

و في يوم من الأيام شهيرة اللي لقت وظيفة في شركة ملتيناشونال قررت ان عمارتهم حالها يقرف و قالت ليه مانبقاش زي العمارات اللي في الحتت النضيفة. شهيرة قررت تشيل رئيس مجلس إدارة العمارة و نزلت الشارع و قعدت تردحله و تسبله الدين و تحدفه بالطوب. الأول كل اللي في العمارة قالولها الأمور متتخدش كده. لكن شوية و أم حنظلة نزلت مع شهيرة الشارع و قعدت تردح لرئيس العمارة معاها. عم جندي البواب نزل يحوش الاتنين و هو عينه على ست أمينة و ولادها. ست أمينة كانت ست طيبة و تخينة كده و شبه الأمهات و كانت خايفة قوي على ولادها. عم جندي شاف الخوف في عينها صعبت عليه و طلع يقنع رئيس العمارة يسيب البيت. 

رئيس اتحاد الملاك ساب الاتحاد. الست أمينة قالت لشهيرة و أم حنظلة ان عم جندي ممكن يمسك اتحاد الملاك شوية. شهيرة مركزتش معاهم لانها نكشت شعرها و رأسها و ألف جزمة تحبس رئيس العمارة القديم في البدروم. لما عم جندي حبسهولها قالت طب و السباك اللي كان بيجيبه ده حرامي ابن كلب. احبسهولي في البدروم و هاتلي كل اللي في جيوبه. حبسهولها. مسكت في الكهربائي. حبسهولها. و كل ما تمسك في حد أم حنظلة تقول انا لي واحد قريبي سباك ممتاز أجيبه مكانه. و شهيرة مركزة بس أنها تمسك في شعر كل الصنايعية القدام.

الست أمينة ابتدت تقلق من قرايب أم حنظلة اللي ممسكاهم كل حاجة. ابتدى صوتها يطلع لأول مرة. و ابتدى عم جندي يفرح ان صوتها بان. أم حنظلة جابت ازازة مولوتوف و نكشت شعرها و قالت لو معينتوش قرايبي انا هولع في العمارة كلها. و راحت قايلة لشهيرة ان العمارة حالها لسة مايل لان عم جندي اللي كان معينه هو رئيس مجلس الإدارة القديم. شهيرة فرشت لجندي الملاية و مسكت في هدومه و قالتله سيب العمارة لام حنظلة انا عايزاها هي عشان هي زيي و هعرف اتفاهم معاها. أم حنظلة قالتلهم و انا لو ما أخدتش إدارة العمارة هولع لكم فيها و النيعمة و علي و على أعدائي.

كالعادة جندي و أمينة خافوا على البيت و سلموا أم حنظلة الإدارة.

عم جندي قال النسوان دي كلها مجانين و طلع في الاوضة اللي فوق السطوح و قرر يربي حمام.

شهيرة كملت نكش شعرها و ردح و تحديف طوب على الناس. بس المرة دي أم حنظلة سلطتها على أمينة. شهيرة راحت و قعدت تسب و تلعن في أمينة و تقول لها يا شلتة يا كنبة يا اللي كنتي ماشية مع المدير القديم في الحرام يا بتاعة يالا نفسي يا عجوزة يا مفشولة انتي اللي مبيئة العمارة و قالبة ريحتها بالتقلية اللي بتطبخي بيها. أمينة قالت لها ايه يا بنتي الجنان ده. دا انا وولادي اللي شغالين ليل و نهار عشان نمشي البيت. إحنا اللي بنسقي الزرع و ننضف السلم و نجيب الحاجات من السوق وندهن السور و انتي قاعدة بقالك سنة بتحدفينا بالطوب و أم حنظلة بتهددني أنها هتولع في البيت.

المهم فاتت سنة إلا كام يوم. في الوقت ده أم حنظلة وقعت حته من السطوح و باعت الجنينة الورانية و فكت مواسير المية و باعتها و كسرت التمثال الرخام اللي في مدخل العمارة اللي كان بيفكرهم بزمن اجمل و جابت قرايبها خطفوا و قتلوا شوية من عيال أمينة و قلبت الدش اللي فوق السطوح مشنة عيش. و كل ما أمينة تشتكي أم حنظلة تهددها بحرق البيت و بقرايبها المجانين اللي في الجيهة الشرقية.

قبل الذكرى الأولى لتولي أم حنظلة الإدارة لاحظت هي و شهيرة تغييرات في أمينة. بدل ما أمينة كانت شبه آمال زايد في دور الأم ابتدت تدي على راقية إبراهيم في ريا و سكينة. و ابتدت تشتري جراكن بنزين جراكن بنزين جراكن بنزين و أمشاط كبريت أمشاط كبريت أمشاط كبريت. شهيرة احتارت. هي بتحب الأدرينالين و أمينة شكلها داخل على جنان لكن أمينة بتفكرها بأمها اللي هي أصلا هربانة من سلطتها.

أما أم حنظلة فاترعبت. و جريت على جندي تقول له الحق الولية اتجننت. جندي قال لها حلوها مع بعض، أنتوا زي بعض و انا دلوقتي اتفرغت لتربية الحمام و رسم اللوحات الفنية من المدرسة التكعيبية. نزلت أم حنظلة لأمينة جري و راحت مشغله لها اسطوانة انا هولع في البيت. أمينة مردتش و كملت شرى جراكن بنزين. أم حنظلة جابت قرايبها من أخر الشارع و عملت شادر فوق السطوح عشان تهد أمينة. أمينة كملت تجميع الجراكن. أم حنظلة راحت لها و قالت لها هعويرك و النيعمة و راحت ساحبة موس من تحت لسانها. أمينة أدتها كف لزقتها في الحيطة و كملت تجميع أمشاط الكبريت. أم حنظلة قالت لها يا حبيبتي اعقلي مش كده طب نتفاهم. ولا أي رد و أمينة كملت تجميع الجراكن. أم حنظلة راحت لشهيرة و قالت لها أوعي يا حبيبتي تنزلي مع الولية أمينة دي كبه و مشيها بطال. شهيرة قالت لها شور يا طنط بس عن إذنك عشان طنط أمينة بعتاني اجيبلها جراكن جاز.

أم حنظلة اترعبت. جندي ابتدت بطنه تكركب. شهيرة احتارت. حتى أمينة خافت من نفسها. محدش فيهم كان عارف يحدد قد ايه الوطيان و المر اللي أم حنظلة سقيته للعمارة في ظرف سنة ممكن يخلي أمينة و عيالها يتجننوا. و كلهم قعدوا يستنوا عشان يشوفوا.

أمينة و عيالها هيعملوا ايه

Sunday, June 9, 2013

A prophet for all times and places?

Mainstream Islam maintains that the Muslim message is a message from God brought forth through the prophet Mohammed and that it is universal and applicable for all times and places. There are certainly some sticking points in the core message's universality when it is approached through rigid classical Islamic jurisprudence. But the sticking points are shockingly sparse when compared to the Bible. It is in "Sunnah" or prophetic tradition that Islam's claim to universality faces its real challenge.

Sunnah, or traditions of the prophet are a set of actions, habits, morals, and rituals that are attributed to the prophet Mohammed through his contemporaries. The science of "Hadith" or sayings of the prophet is highly involved, but also trapped in its own internal logic. The main interest of Hadith is canonizing those sayings of the prophet that are authentic and tracing their oral lines down to his contemporaries.

Through Sunnah, Islam gets some of its central rituals such as the Muslim prayers and the pilgrimage to Meccah. A lot of very critical components of Islamic theology and catechism are also derived from Hadith. But these days, the majority of daily references to Sunnah consider habits and traditions that affect daily life. These are not questions of morality or ethics, just issues of how one dresses or acts. Growing a beard is one example, dressing in a white gown and wearing sandals is another, eating with one's hands while sitting on the floor is a third. While the practice of these traditions is not mainstream in Egypt, their "righteousness" is considered a self-evident truth by the majority. And other, more diluted forms of such traditions are mainstream, for example wearing a Saudi style gown to Friday prayers instead of all the time, eating with one's right hands instead of eating on the floor, etc. In all cases, the righteousness of the tradition is based on the fact that the prophet did it.

These habits have become front and center issues for Islamists as Wahabism rose to the forefront of traditional Muslim societies. The MB, eager to adapt to any form of Islam that seems to be winning have adopted the centrality of these issues without adopting them, while Salafists have made them life and death issues. It becomes a complex issue of identity crisis, post-colonial complexes, and political maneuvering.

But at the end of the day, these superficial traditions pose a very serious question about the universality of Islam. The theory is that Islam is universal and true because it came directly from God and because its message is distilled and simple. As proof of this, the conflict between the message of Islam and the society in which it was delivered is always brought forward as proof. And one has to admit that if Islam were only a political and social movement intended for the Arabian nomads, its content would have been a lot less confrontational to them.

But the dress code, beards, and eating habits that Salafists proclaim as prophetic revelation were the norm in the society of Hijaz where the prophet delivered his message. The prophet did not wear thobes or grow his beard or eat with his hand sitting on the ground because there was anything sacred about any of that, it was because that's what everyone in his society did and had done for generations. These traditions were the most conformist and non-confrontational of anything that the prophet did. So if the eating and dress traditions of Arabia are to be considered sacred, then we have to consider the society of western Arabia before the prophet to be sacred and divinely inspired. For it was not the prophet, but his ancestors that made up these traditions. In other words, if the message of Islam were revealed in central China, would the prophet also have worn the dress of people in Western Arabia? Or would he have worn Chinese garb and eaten with chopsticks? In that case would Chinese dress and chopsticks be sacred traditions that all Muslims would have to follow? And would that make Chinese society sacred? If it is not possible that the prophet could have delivered his message in China or anywhere other than Western Arabia, then how is the message universal?

This may seem like a superficial issue, but if one digs deeper it is indicative of a serious crisis in Muslim societies. The mixing of Islam as a religion with Arabian habits and traditions is unprecedented in its depth and reach. And the impact on the faith of young Muslims is not always positive. Perhaps what Islam needs is a novel sort of fundamentalism, one that insists on purifying the religion back to its fundamental principles. Wahabism claimed to be doing so, sterilizing Muslim societies from Ottoman cultural traditions. What they did in effect was replace local cultural traditions, with which Islam coexisted for centuries, with the culture of the capital of Mohammed Bin Abd-Elwahab.