Monday, June 17, 2013

أمينة و شهيرة و أم حنظلة

كان فيه زمان ناس عايشة مع بعض في عمارة. كان فيه عيلة الست أمينة و ولادها و دي كانت أكبر عيلة في العمارة. كان فيه كمان عيلة الست أم حنظلة. و كان فيه بنت شابة اسمها شهيرة قاعدة هي و صاحباتها معاهم في العمارة. أما عم جندي فده كان بواب العمارة اللي كل الناس اتفقوا انه راجل كويس و أمين.        

رئيس مجلس إدارة العمارة كان راجل كبير في السن و ابتدى يبقى بطئ و مبيجمعش. لكن طول ما هو ماسك العمارة كانت الأمور ماشية و بيعمل تجديدات و تصليحات من حين لآخر و الأمور مش بشعة. بالأخص ان العمارة كانت في منطقة لبش و فقيرة و بنت ستين كلب. كل العمارات اللي حواليهم كانت بتولع و حتت منها بتقع لكن عمارتهم في مكانها. متلصمة بس في مكانها.

و في يوم من الأيام شهيرة اللي لقت وظيفة في شركة ملتيناشونال قررت ان عمارتهم حالها يقرف و قالت ليه مانبقاش زي العمارات اللي في الحتت النضيفة. شهيرة قررت تشيل رئيس مجلس إدارة العمارة و نزلت الشارع و قعدت تردحله و تسبله الدين و تحدفه بالطوب. الأول كل اللي في العمارة قالولها الأمور متتخدش كده. لكن شوية و أم حنظلة نزلت مع شهيرة الشارع و قعدت تردح لرئيس العمارة معاها. عم جندي البواب نزل يحوش الاتنين و هو عينه على ست أمينة و ولادها. ست أمينة كانت ست طيبة و تخينة كده و شبه الأمهات و كانت خايفة قوي على ولادها. عم جندي شاف الخوف في عينها صعبت عليه و طلع يقنع رئيس العمارة يسيب البيت. 

رئيس اتحاد الملاك ساب الاتحاد. الست أمينة قالت لشهيرة و أم حنظلة ان عم جندي ممكن يمسك اتحاد الملاك شوية. شهيرة مركزتش معاهم لانها نكشت شعرها و رأسها و ألف جزمة تحبس رئيس العمارة القديم في البدروم. لما عم جندي حبسهولها قالت طب و السباك اللي كان بيجيبه ده حرامي ابن كلب. احبسهولي في البدروم و هاتلي كل اللي في جيوبه. حبسهولها. مسكت في الكهربائي. حبسهولها. و كل ما تمسك في حد أم حنظلة تقول انا لي واحد قريبي سباك ممتاز أجيبه مكانه. و شهيرة مركزة بس أنها تمسك في شعر كل الصنايعية القدام.

الست أمينة ابتدت تقلق من قرايب أم حنظلة اللي ممسكاهم كل حاجة. ابتدى صوتها يطلع لأول مرة. و ابتدى عم جندي يفرح ان صوتها بان. أم حنظلة جابت ازازة مولوتوف و نكشت شعرها و قالت لو معينتوش قرايبي انا هولع في العمارة كلها. و راحت قايلة لشهيرة ان العمارة حالها لسة مايل لان عم جندي اللي كان معينه هو رئيس مجلس الإدارة القديم. شهيرة فرشت لجندي الملاية و مسكت في هدومه و قالتله سيب العمارة لام حنظلة انا عايزاها هي عشان هي زيي و هعرف اتفاهم معاها. أم حنظلة قالتلهم و انا لو ما أخدتش إدارة العمارة هولع لكم فيها و النيعمة و علي و على أعدائي.

كالعادة جندي و أمينة خافوا على البيت و سلموا أم حنظلة الإدارة.

عم جندي قال النسوان دي كلها مجانين و طلع في الاوضة اللي فوق السطوح و قرر يربي حمام.

شهيرة كملت نكش شعرها و ردح و تحديف طوب على الناس. بس المرة دي أم حنظلة سلطتها على أمينة. شهيرة راحت و قعدت تسب و تلعن في أمينة و تقول لها يا شلتة يا كنبة يا اللي كنتي ماشية مع المدير القديم في الحرام يا بتاعة يالا نفسي يا عجوزة يا مفشولة انتي اللي مبيئة العمارة و قالبة ريحتها بالتقلية اللي بتطبخي بيها. أمينة قالت لها ايه يا بنتي الجنان ده. دا انا وولادي اللي شغالين ليل و نهار عشان نمشي البيت. إحنا اللي بنسقي الزرع و ننضف السلم و نجيب الحاجات من السوق وندهن السور و انتي قاعدة بقالك سنة بتحدفينا بالطوب و أم حنظلة بتهددني أنها هتولع في البيت.

المهم فاتت سنة إلا كام يوم. في الوقت ده أم حنظلة وقعت حته من السطوح و باعت الجنينة الورانية و فكت مواسير المية و باعتها و كسرت التمثال الرخام اللي في مدخل العمارة اللي كان بيفكرهم بزمن اجمل و جابت قرايبها خطفوا و قتلوا شوية من عيال أمينة و قلبت الدش اللي فوق السطوح مشنة عيش. و كل ما أمينة تشتكي أم حنظلة تهددها بحرق البيت و بقرايبها المجانين اللي في الجيهة الشرقية.

قبل الذكرى الأولى لتولي أم حنظلة الإدارة لاحظت هي و شهيرة تغييرات في أمينة. بدل ما أمينة كانت شبه آمال زايد في دور الأم ابتدت تدي على راقية إبراهيم في ريا و سكينة. و ابتدت تشتري جراكن بنزين جراكن بنزين جراكن بنزين و أمشاط كبريت أمشاط كبريت أمشاط كبريت. شهيرة احتارت. هي بتحب الأدرينالين و أمينة شكلها داخل على جنان لكن أمينة بتفكرها بأمها اللي هي أصلا هربانة من سلطتها.

أما أم حنظلة فاترعبت. و جريت على جندي تقول له الحق الولية اتجننت. جندي قال لها حلوها مع بعض، أنتوا زي بعض و انا دلوقتي اتفرغت لتربية الحمام و رسم اللوحات الفنية من المدرسة التكعيبية. نزلت أم حنظلة لأمينة جري و راحت مشغله لها اسطوانة انا هولع في البيت. أمينة مردتش و كملت شرى جراكن بنزين. أم حنظلة جابت قرايبها من أخر الشارع و عملت شادر فوق السطوح عشان تهد أمينة. أمينة كملت تجميع الجراكن. أم حنظلة راحت لها و قالت لها هعويرك و النيعمة و راحت ساحبة موس من تحت لسانها. أمينة أدتها كف لزقتها في الحيطة و كملت تجميع أمشاط الكبريت. أم حنظلة قالت لها يا حبيبتي اعقلي مش كده طب نتفاهم. ولا أي رد و أمينة كملت تجميع الجراكن. أم حنظلة راحت لشهيرة و قالت لها أوعي يا حبيبتي تنزلي مع الولية أمينة دي كبه و مشيها بطال. شهيرة قالت لها شور يا طنط بس عن إذنك عشان طنط أمينة بعتاني اجيبلها جراكن جاز.

أم حنظلة اترعبت. جندي ابتدت بطنه تكركب. شهيرة احتارت. حتى أمينة خافت من نفسها. محدش فيهم كان عارف يحدد قد ايه الوطيان و المر اللي أم حنظلة سقيته للعمارة في ظرف سنة ممكن يخلي أمينة و عيالها يتجننوا. و كلهم قعدوا يستنوا عشان يشوفوا.

أمينة و عيالها هيعملوا ايه

No comments:

Post a Comment