أغلب الناس خلاص قررت ان الحمد لله مجيدة فشلت. وأغلب الناس كمان قررت ليه مجيدة فشلت. مثلا الثوار والنشطاء قرروا إن مجيدة فشلت لأن الإخوان والعسكر تآمروا عليها. بعض الفلول شايفين إن مجيدة فشلت لأنها انقلبت على مبارك ومبارك هو الوحيد القادر على إدارة مصر. بعض الناس قررت إن مجيدة اتنيلت لأنها مبنية على أساطير. وبعضهم رأيه أنها مؤامرة وتم إحباطها. وهلم جر، تباديل وتوافيق من أسباب لفشل مجيدة. دا بجانب طبعا الناس اللي محتاجة جلسات كهربا اللي شايفة إن الصاورة مستمرة ولسه مجيدة مفشلتش.
بس خلينا نفكر في سبب جديد نوڤي لفشل الحاجة مجيدة. سبب مش هقدر أشرحه غير من خلال المثال المضاد للسبب ده. تعال نتخيل مجيدة حصلت في كون موازي وكان السيناريو كالآتي:
مبارك تنحى عن الحكم وتركه للمجلس العسكري. الناس سابت مبارك ومسئوليه في حالهم يعيشوا أيامهم ونظريات ناشطات الثورة اللي معاهم محو أمية إن مبارك ثم شفيق ثم أمن الدولة ثم صفوت الشريف هم السبب في إن واحد نزل ماتش الزمالك في الاستاد بجلابية. المجلس العسكري أخد تعديلات لجنة مبارك على دستور ٧١ وعمل عليها استفتاء في مارس. انتخابات رئاسية في مايو ٢٠١١. عمر سليمان يكسب الانتخابات ويدير البلد سنة وكام شهر. في السنة وكام شهر عن طريق مفاوضات وإدراك الأمر الواقع الإخوان يعرفوا إنهم لازم وجودهم لا يتعدى ربع مجلس الشعب يوازنه باقي مجلس من قوى تقليدية وشوية المواهب المدفونة بتاعت يناير. الإخوان يشاركوا في الحكومة ولا يترأسوها. السلفيين وبلاليع التيار الإسلامي وأبو اسماعيل ميلحقوش يطلعوا. عمر سليمان يموت. انتخابات تاني بين شفيق وأي بياع فجل من بتوع يناير، مش مهم المهم إن الإخوان فهموا موقعهم اللي خطر يتخطوه وإن سابقة تداول السلطة موجودة.
كان هيحصل ايه؟ مكانش هيبقى فيه محمد محمود. مكانش هيبقى فيه حزب النور. مكانش هيبقى فيه رابعة ولا فض رابعة. كان الجيش هيطلع من السياسة. مكانش مجموعة من روابط تشجيع الكرة المكونة من شباب ومراهقين هتتحول لما يشبه الميليشيات السياسية. مكانش هيبقى فيه إفراج عن جهاديين. كانت سيناء هتتلم. كان زماننا عملنا مرحلة من إصلاح الدعم وبالتالي الكهربا بتقطع أقل.
طيب مين السبب إن ده محصلش؟ تعال نرجع ونفكر. السبب هو تغول الإخوان وظهور تيارات سياسية سلفية بتزق الإخوان لخلق دولة جديدة من الأساس لا وجود فيها لأي تيار غير تيارات الإسلام السياسي مما أدى لتحول كل الإسلام السياسي من أول مصر الطرية إلى أنصار بيت المقدس إلى مسخ موحد بيتحرك بتناغم نحو الهدف ده. طيب إيه اللي خلى الإخوان تتغول وتراكم حولها كل الإسلاميين؟ أساسا وجود فراغ. إيه سبب وجود الفراغ؟ حاجتين، الإصرار على دستور جديد من أساسه وإلغاء تعديلات لجنة مبارك لمجرد أنها من لجنة مبارك، وثانيا إطلاق لفظ "فلول". الإخوان والتيار الإسلامي استغلوا الحاجتين لإقصاء كل منافسة محتملة عن طريق وصمها بالفلولية ودعم الإقصاء بتحويل آلية المليونيات إلى ميكانيكية أسبوعية إعلامية. طيب مين اللي خيل للإخوان إن هيمنتهم مطروحة للنقاش؟ معرفتنا أن الإخوان كانوا على استعداد للتفاوض مع الدولة وقبول حصة من السلطة بدل السلطة كلها، ودي حاجة الثوار يبذلوا الإخوان بها. اللي غر الإخوان هو ظهور تيرمينولوجي الفلول وإقصاء الفلول و"كل الثورات لازم تطهر المؤسسات من النظام السابق" إلى آخر الترهات اليسارية اللي ظهرت في ال١٨ يوم والأيام القليلة اللي بعدها. طيب مين اللي نشر الأفكار دي مع إن من يتكلمون بها أفاقين أو جبناء بيهربوا من أول مواجهة؟ اللي نشرها التوك شوز اللي جابت شوية شباب ووجوه وقالوا هم دول شباب يناير وهم دول رموز يناير وهو ده الفن الثوري.
يعني الإعلام هو سبب اللي إحنا فيه؟
أكيد لأ! اللي إحنا فيه سببه اختيارات غبية ومأساوية من كل الأطراف تقريبا. يمكن إحنا اتصرفنا كswarm intelligence كل طرف على حدة بياخد قرارات معتقد أنها بتأثر فيه لوحده في حين إننا كلنا بناخد واحنا مش واخدين بالنا قرارات بتوجهنا لنهاية محددة وإن كانت مش النهاية الأفضل. أو يمكن الموضوع موضوع chaos theory ومصر عبارة عن نظام ديناميكي والظروف الأولية عند حدوث الانفجار (مجيدة) كانت تؤدي للنهاية اللي احنا فيها. يمكن لو حاجة في الظروف الأولية اتغيرت مكناش وصلنا لنفس النهاية.
تخيل مثلا لو كان يسري فودة بيشتغل في بنك!