Saturday, July 7, 2018

مهارات التفاوض عند المصريين

القصة دي قصة حصلت في مدرسة من افضل المدارس الخاصة اللي بتدرس المنهج الوطني (ناشونال). مدرسة سمعتها فوق الممتازة، الويتنج ليست فيها مليانة والناس بتجري وراها. مش مهم هي انهي مدرسة لأن القصة دي متكررة في كل حتة وفي كل مستوى في مصر. القصة هي قصة التفاوض بين المصريين، وخاصة التفاوض بين مجموعات الافراد من ناحية والمؤسسات من ناحية اخرى. ممكن ناس تلزقلها تمليحات سياسية بس مش هو ده المقصود خالص. المقصود هو التفاوض مع المدرسة والنادي والشغل والكومباوند، الخ.

الحكاية بتبتدي في اخر السنة الدراسية في سنة ٢٠١٧. السنة خلصت والعيال اخدت الشهايد والاوائل عالمنطقة طلعوا من المدرسة والدعاية اتعملت وكله كان تمام. بس فيه ناس لاحظت حاجة. محدش من المدرسة قال حاجة عن مصاريف السنة الجاية كام. بس محدش اعترض قوي. ساعات بيتأخروا. والصيف جه والناس اتشغلت في المصيف والتمارين وكل الحاجات دي وعدى الصيف.

وابتدا العام الدراسي ٢٠١٧/٢٠١٨. و محدش من المدرسة قال اي حاجة خالص عن المصاريف. دي بقى كانت حاجة غريبة. وفيه ناس ابتدت تتكلم.

بعدين المدرسة عملت حاجة غريبة جدا، طلبت من الناس يدفعوا اول قسط مصاريف من غير ما يقولولهم مجموع المصاريف كام!!!

الناس طبعا غضبت جدا وسألوا سؤال واحد بس: مجموع المصاريف كااااام؟ المدرسة مبقتش بترد على حد فيهم. الادارة تقولهم اسألوا الحسابات، والحسابات تقولهم اسألوا الادارة. يرجعوا للادارة يقولولهم اسألوا صاحب المدرسة.

المهم القسط كان تقريبا قد القسط الاول في السنة اللي قبلها. ففيه ناس حست ان دي علامة كويسة وكتير دفعوا اول قسط. بس فيه ناس رفضت تدفع اي حاجة من غير ما تعرف المجموع اللي هيكون مطلوب منهم يدفعوه قد ايه. الناس دي ابتدي تتجمع على الواتس اب ومنها على جروب الفيسبوك بتاع المدرسة. في جروب الفيسبوك حسوا انهم مش مرغوب في شكاواهم من الناس اللي مش متضايقة. فعملوا جروب تاني يمثل اولياء الامور المتضررين. كل الجروبات كانت مغلقة وكل النقاشات كانت خاصة.

وبعدين المدرسة اعلنت مجموع المصاريف

بنسبة زيادة تلات اضعاف المعتاد في السنين السابقة. نسبة زيادة تمثل حمل ضخم على اي حد.

وهنا لازم نقف ونفكر في حجم غلطة المدرسة. أولا الزيادة اكتر بكتير من المعتاد. ثانيا ميعاد اعلانها لا يسمح لأي حد بانه ينقل من المدرسة لو مش قادر على المصاريف. ثالثا محدش من المدرسة وضح للناس سبب الزيادة بشكل مباشر.

الاهالي . كلهم . على بعضهم . ثاروا. كلهم بمعنى كلهم. كل الناس. حتى اللي كانوا مع المدرسة كله هاج. وكل الناس انضمت لجروب الفيسبوك بتاع المتضررين. الاهالي وجهة نظرهم انهم مخدوش حتى الفرصة انهم يفكروا هم يقدرو على الزيادة ولا ينقلوا وان تم اعلامهم متأخر جدا وان الزيادة مش حاجة صغيرة عليهم خصوصا ان دي كانت اعلى سنة في التضخم. زائد انهم ميضمنوش لو قدروا يلبوا الزيادة مش ضامنين لو اخدوا خازوق مماثل السنين اللي بعدها هيعملوا ايه

ومعاهم كل حق.

المدرسة قالت ان التعويم اثر عليهم زي ما اثر على كل حاجة وان الزيادات المتواضعة اللي الناس اتعودت عليها في السنين اللي قبل كده هي السبب ان تراكم التضخم على المدرسة واضطروا لزيادة كبيرة مرة واحدة. وقالوا ان الحلين اللي كانوا قصادهم كان اما الزيادة او تخفيض الخدمة التعليمية بشدة. وان اغلب المدارس زودت تقريبا نفس النسبة. اما بالنسبة ليه ما اعلموش الناس من بدري لانهم مكانوش قادرين يحددوا بالاضافة لان الناس كده كده كانوا هيغضبوا زائد ان مصاريف الطلبة الجداد كانت موحية بنسبة الزيادة هتبقى كام

ومعاهم بعض حق وكتير من النقط اللي عليها علامات استفهام.

وتحول الوضع لصراع حقيقي فيه اولياء الامور متوحدين ضد المدرسة. وابتدى يظهر بعض اشكال القيادة لاولياء الامور على جروب الفيسبوك. القيادات دي فرضت نفسها وكل واحد فيهم بيحاول يزيد حماسة اولياء الامور في مواجهة المدرسة. اول طلب كان لقاء مع صاحب المدرسة، وهو راجل ذو خبرة طويلة في المدارس الخاصة. سبب الطلب هو رفض الزيادة بشكل تام.

وهنا مهم اننا نفتكر ان المدرسة ممتازة. دي حقيقة محدش كان مختلف عليها واول الناس اللي موافقة عليها كان الاهالي.

المهم جروبات الواتس اب وجروب الفيسبوك شحنوا الناس اللي رايحة الاجتماع. وفعلا الناس كانت رايحة جايبة اخرها من المدرسة

الاجتماع كان حاضره صاحب المدرسة زائد قيادات ادارتها. التحفز كان واضح من الجهتين وكان فيه بث مباشر على فيسبوك ومعاه تشجيع في المدرجات. اولياء الامور رفضوا الزيادة. الادارة قدمت تبريرها للزيادة واصرت انهم مش هيقدروا يحافظوا على المستوى بدون اي زيادة في المصاريف. طلب الاهالي كان ببساطة عدم زيادة المصاريف مليم. ورد صاحب المدرسة انه مش هيقدر يقلل الزيادة لانه بالفعل هامش ربحه ضيق جدا اضيق من كل المدارس التانية واي نقصان في الزيادة معناه ان المدرسة هتخسر، وهو مش هيقدر يفضل فاتحها عشان تخسر.

الاهالي ازداد اشتعالهم وواحد منهم قام وقال انتو اكيد فاكرين اننا مش هنقدر نشتكيكم في الوزارة عشان خايفين من انها تفرض الاشراف المالي والاداري. احنا بقى شايفين ان الوزارة مش شرط تكون احسن منكم بس هم غالبا مش هيكونوا اوحش منكم.

الاهالي استحسنوا الكلام جدا وكان فيه موافقة شديدة.

صاحب المدرسة والادارة احسوا باهانة شديدة. وهنا لازم نفتكر ان المدرسة ممتازة وان لغاية اللقاء محدش من الاهالي كان بيعارض ده.

صاحب المدرسة قال للاهالي لو فعلا حاسين ان الاشراف المالي والاداري هيكون احسن فانا انصحكم تطلبوه من الوزارة، وانا مش هغلب اني اتعامل معاهم واخد منهم حقوقي فانا مش مضرور في حاجة.

الاهالي ردوا عليه بتحدي ماشي احنا موافقين وهنطلب الاشراف المالي والاداري وصقفوا.

صاحب المدرسة ومعاه صف المديرات وقفوا ومشيوا.

بعد اللقاء ابتدى يبان ملامح لتحرك اولياء الامور على الفيسبوك. قائد الصفحة غير اعدادات الخصوصية بتاعتها وخلاها عامة. الفكرة كانت انهم يخلوها قضية رأي عام وده هيحط ضغط على المدرسة. وبما ان صاحب المدرسة اكيد بيكسب عشرات الملايين فهو الطرف اللي عنده حاجة اكتر يخسرها وبالتالي ممكن الضغط عليه للتراجع عشان هيخاف على فلوسه.

في اللحظة دي كان كل الاهالي متوحدين في جبهة واحدة. حتى اهالي طلاب القسم الانترناشونال في المدرسة انضموا للجروب وقالوا ان حتى لو نسبة زيادة مصاريفهم كانت اقل فهم لازم يقفوا مع اهالي القسم الناشونال من حيث المبدأ ومن حيث ان ممكن لو استسلموا يتطبق عليهم هم كمان زيادة زيها في المستقبل

كان فيه بعض الاصوات المعزولة اللي برطمت شوية ان ممكن موضوع فضح المدرسة على الملأ يضر مدرسة اولادهم وان فتح الجروب كان غلط. بس الاصوات دي سكتت من غير ما حد حتى يضطر يسكتها. لكن الرد عليهم كان ببساطة ان المدرسة مش هتتأثر لان صاحب المدرسة مش هيسيبها تتأثر. هو عنده اتصالات وفلوس وقوة يقدر بيها يحافظ على المدرسة والمدرسة دي الفرخة اللي بتبيضله دهب ومش هيسيبها تموت. ومش هيسيب الاشراف المالي والاداري ياخدها منه .وحتى لو حصل الاشراف المالي والاداري مش حاجة وحشة هيدي الناس حقها.

ومن هنا بدأت صورة جمعية لصاحب المدرسة تتبني. اللي اتقال بالحرف انه ممكن يكسب بالعقل من المدرسة لكن الزيادات اللي هو بيعملها بسبب الجشع فقط. انه طامع في تحقيق مكاسب تجارة المخدرات مش مكاسب التربية والتعليم. وانه قال انه مش هيسمح ان مكسبه يقل مليم واحد وانه فاتح المدرسة عشان يكسب بس. وانه رافض تماما اي نوع من انواع التفاوض وساب الاهالي ومشي في الاجتماع بدون سبب كإهانة ليهم.

وبناء عليه فلا تفاوض ولا نقاش معاه. الحل الوحيد هو تهديده بالوزارة لغاية ما يعقل ويتراجع عن كل قراراته ويقدم اعتذار مكتوب للاهالي ويتعهد بحل كل مشاكلهم.

وبدأ تجميع التوكيلات وتقديم الشكاوى الرسمية ضد المدرسة في الوزارة.

والاهم بدأ التشيير على السوشيال ميديا. ومع تشيير مشكلة المصاريف ابتدا تشيير حاجات تانية. زي اتهامات لموظفين في المدرسة بجنايات واتهامات للمدرسة بالاهمال الاداري والدراسي. وبدأت المجموعة اللي بتقود تقول ان المشكلة والمطالب مش بس في المصاريف لكن في حاجات تانية كتير.

مع مرور الوقت ابتدا يتضح ان صاحب المدرسة مش بيتراجع. وكان فيه كلام صريح من المدرسة ان الاستمرار في عدم دفع المصاريف هيكون نتيجته تقليل التكلفة عن طريق تقليل الخدمات المقدمة.

فيه اقلية من اولياء الامور قررت تدفع المصاريف لانهم مش عايزين تعليم عيالهم يتأثر. فيه منهم عمل كده ومهاجمش اللي مدفعوش المصاريف. وفيه منهم عمل كده واتهم اللي مدفعوش المصاريف انهم بيخربوا المدرسة.

فيه اقلية تانية، اللي هي نواة التحرك من الاول اصروا على عدم التراجع سنتيمتر عن كلالمطالبوان التهديد بتدهور العملية التعليمية هي فزاعة بيتسخدمها صاحب المدرسة لارهابهم زي فزاعة الاشراف المالي والاداري. الناس دول اتهموا اللي دفعوا المصاريف انهم خونة وانهمشربوا شاي بالياسمين“.

الاغلبية كانت محتارة مش عايزة تأثر على تعليم العيال وفي نفس الوقت مؤمنين ان الزيادة الكبيرة بدون مقدمات وبدون ضمانات انها متتكررش لسنين كتير حاجة لازم عليها رد. الاغلبية دي كانت متأرجحة بين الكتلتين.

وبدأت الكتلة الاغلبية اللي في النص تدور على وسيلة للتفاوض مع صاحب المدرسة. واختاروا لجنة منهم بالتصويت تروح تتفاوض مع صاحب المدرسة. وكانت اقتراحات التفاوض مثلا الوصول الى حل وسط في نسبة الزيادة بين النسبة اللي مقرراها الوزارة وبين اللي زودته المدرسة. والوصول لضمانات عن اللي هيحصل في السنين اللي بعدها. وضمانات عن عدم تأثر العيال او تعليمهم بكل اللي بيحصل.

اللجنة بذلت مجهود كبير مع صاحب المدرسة لكنه اصر انه فعلا مش هينفع ميعملش خسارة لو مزودش النسبة اللي طلبها. بس هو وافق على تعديل مواعيد الاقساط وتقديم تخفيض متواضع للي هيدفع قبل تاريخ معين. والتزم كتابيا بعدم تكرار الزيادة في السنوات القادمة وان الزيادات هترجع لمعدل طبيعي ميزيدش عن رقم معين الاهالي متعودين عليه. وطبعا ان العيال مش هتتأثر خالص.

الكتلة اللي في النص كان راضية بتململ بالاتفاق ده. لكن كتلةالمقاومةرفضته تماما واتهمت اللجنة اللي عملت التفاوض انها شربت شاي بالياسمين. وطالبوا بالتصعيد لأن عدم رضوخ صاحب المدرسة ينم عن عجرفته وثقته انه باتصالاته محدش هيعمله حاجة. بدليل انه في الاجتماع قال ان بتوع الاشراف المالي والاداري كلهم تبعه ومشربهم شاي بالياسمين.

لكن الاغلبية قررت انها هتدفع القسط تبع الاتفاق الجديد. وده حط اللي رافضين يدفعوا في موقف اقلية. فالمدرسة حست انهم بقوا اضعف، او يمكن قرروا انهم ميقدروش يعاملوا اللي دافع زي اللي مش دافع.

المهم المدرسة قررت تعزل اللي اهاليهم مدفعوش في فصول منفصلة.

وده تم تفسيره بالتأكيد انه تمهيدا انهم ياخدوا خدمة تعليمية أدنى. وده ضد تعهدات المدرسة. فكتير من الاهالي اللي كانوا في النص طبعا تضامنوا مع الاطفال اللي ملهمش ذنب في خناقات الكبار واللي ميصحش يستخدموا في الصراعات دي.

وزاد الضغط في السوشيال ميديا على الوزارة انها تتدخل. وبما ان الموضوع ابتدا يمس العيال فالضغط كان تأثيره اسرع.

في اللحظة دي الجبهة اللي رافضة تدفع عملت فوز ضخم. الوزارة طلعت كلام رسمي ان محدش يدفع حاجة غير المصاريف الرسمية بالزيادة اللي الوزارة بتقرها.

وده كان كلام المدرسة متقدرش ترد عليه. واعلنت جبهة المقاومة الفوز. وبشرت الاهالي ان ده معناه قرب الوزارة من فرض الاشراف المالي والاداري وبالتالي صاحب المدرسة اكيد هينخ عشان هيخاف على المدرسة وعايز يتحاشى الاشراف.

صاحب المدرسة منخش وقال انه فعلا مش فارق معاه لانه لو عمل اللي الاهالي عايزينه هيخسر. ردت عليه جبهة المقاومة انه ممكن يقلل ارباحه ويقلل الشاي بالياسمين اللي بيدفعه عشان يمشي احواله. وقالوله ورينا حساباتك وورينا الارباح اللي بتعملها بتدفع عليها ضرايب ولا ايه.

واستمر العناد من الطرفين لغاية ما الاشراف المالي والاداري جه.

واستغرب بعض اهالي جبهة المقاومة ازاي صاحب المدرسة يسيب المدرسة تخرب كده وهي بتجيبله دهب.

وبعضهم استبشر وحضر ليستة طلبات عشان اللجنة تحققها لاولياء الامور.

لكن فيه اقلية قديمة في المدرسة فكرت الناس ان المدرسة كان عليها اشراف اداري قبل كده بسنين وان الفترة دي كانت صعبة جدا. وان الحكومة متعرفش اي حاجة غير اللوايح وبتخش تفتش عشان تشوف لايحة المدرسة والوزارة متحققين ولا لا وملهاش دعوة بطلبات اي حد.

طبعا الناس اللي حذرت دي كانوا فزاعات وشاي بالياسمين.

المدرسة دي كان فيها قسمين دوليين وقسم ناشونال. بس كانت تمتاز انها خالطة المباني والتجهيزات بين كل الاقسام. يعني هو طابور واحد للكل، كانتين واحد للكل، ملاعب والى اخره للكل. وده كان شيء ممتاز بالأخص لقسم الناشونال لانه مبيسيبش المدرسة تميز اللي بيدفع اكتر في الخدمات والانشطة زي ما كل المدارس بتعمل.

لما اللجنة جت تيجي كان على المدرسة لستة مخالفات ادارية ومالية.

الطريقة الوحيدة ان اللجنة تمشي ان المخالفات تزال.

من ضمن المخالفات كانت مفاجئة للاهالي. المدرسة مش مدرسة واحدة. المدرسة مدرستين. المدرسة الوطنية مدرسة والمدرسة الدولية مدرسة. وبما انهم في سجلات الوزارة مدرستين منفصلتين فلازم يكونوا مفصولين بسور وليهم مداخل مستقلة واحواش وفصول منفصلة مفيش اي منفذ داخلي بينهم.

وبما ان المدرسة الناشونال بس كانت تحت الاشراف المالي والاداري، فالادارة فصلت المدرسة الدولية خالص ماديا ومعنويا عشان ميتأثرش طلابها باللجنة وعشان يكونوا حلوا واحدة من المخالفات الادارية.

تاني مفاجئة كانت ان المدرسة واخدة تصريح بعدد فصول وفاتحة ضعف العدد ده. طبعا الاهالي شافوا ان ده من جشع صاحب المدرسة. كمالة المفاجئة كانت ان ترخيص المدرسة يسمح بكثافة الفصول ضعف اللي المدرسة عاملاها.

فالمدرسة التزمت وحلت المخالفة بضم الفصول ومضاعفة الكثافة في الفصول.

الاهالي ثاروا وقالوا احنا مش عايزينهم يعملوا كده احنا عايزينهم يحسنوا الدنيا مش يخلوها اسوأ.

اللجنة قالت ملناش الا اللوايح والقوانين.

جبهة المقاومة عملت حملة تانية وقالت ان اللجنة شاربة شاي بالياسمين وبتعاقب الاهالي بالنيابة عن صاحب المدرسة.

الوزارة رضخت وغيرت اللجنة.

اللجنة الجديدة مقالتش حاجة مختلفة عن اللي قبلها قالته.

في خضم ده كان فيه عام دراسي وعيال اهاليها تعبانة فيها بتروح فصول. منهم ناس اهاليهم دفعوا الزيادة كلها ومكانوش عايزين حد يردها. وجود اللجنة عمل تشوش كتير في المدرسة واغلب الادارة اللي كانت مشتركة بين القسمالناشونال والقسمالانترناشونال شالت ايدها خالص من القسم الناشونال بعد ما اللجنة قالت لازم كمان الادارة تبقى منفصلة بين المدرستين.

وابتدأ المستوى يتدهور للغاية ومدرسين يمشوا واللي ممشيوش بيشتغلوا تحت ضغط رهيب، اعداد مضاعفة، لجنة مبتتفهمش اي حاجة وغياب للادارة اللي اتعودوا عليها. وبالتالي المدرسين درسوا اوحش واتعصبوا على العيال وكروتوا وخلصوا بدري.

ناس كلمت الادارة القديمة وصاحب المدرسة يشتكوا ويسألوه ازاي يسيبها تخرب كده. كان الرد يتكلموا مع اللجنة لان هو مش بيدير المدرسة الناشونال. وانه مكانش بيكسب كتير من القسم الناشونال وانه بيفكر يصفيه ويركز في المدرسة الدولية لان جدواها اكتر بكتير.

لكن بالنسبة للمصاريف فجبهة المقاومة اعلنت الانتصار.

اللجنة اعملت الكل انهم ميدفعوش غير مصاريف السنة السابقة بزيادة ١٠٪، اللي هي نسبة الزيادة السنوية المعتادة. وبوصولات رسمية.

انتصار حقيقي.

بعدها بشوية اللجنة قررت مصروفات انشطة وكتب اكبر من الزيادة اللي صاحب المدرسة كان طالبها وقالت ان المصاريف دي بناء على فواتير وان من غيرها لا يمكن المدرسة متعملش خسارة كبيرة.



القصة متخصش المدرسة دي تحديدا. القصة تخص مهارات التفاوض في مصر. بالأخص بين مجموعات من الافراد ومؤسسة. وبالأخص مع زيادة استخدام السوشيال ميديا كوسيلة ضغط. والقصة تعلمنا مجموعة من مهارات التفاوض لا يمكن نلاقيها في الكتب العالمية. حاجة كده اورجانيك ونبت طبيعي. المهارات هي:

١- ٬متركزش في مشكلتك او طلبك الاصلي. اي حدث يحط خصمك في موقف حرج هي فرصة انك تطلب كل اللي انت عايزه. سيب لخيالك العنان واطلب كل حاجة واي حاجة ودخل الحاجات في بعضها

٢- خلي طلباتك مبهمة وعايمة. اطلب شعارات الاول وبعدين لما اللي قدامك يستسلم ابقى فكر الشعارات دي تترجم لايه. الحرب خدعة ولو عرفته طلباتك هيلعب بيك ولو فرضنا انه وافق على اللي انت عايزه يبقى كان ممكن تاخد منه اكتر. عشان كده سيب كل حاجة مفتوحة وخليه يضرب اخماس في اسداس

٣- بعد ما تخلص رقم ٢ صمم على كل طلباتك. اقنع نفسك بيها ومتتزحزش عنها سنتيمتر. لو خصمك طلب منك توضيحات خدها على كرامتك وقول له انه بيستخف بيك وبمطالبك

٤- الموضوع مش موضوع مصالح او مطالب، خضمك شريروحراميواناني. مطالبك مشروعة والسبب الوحيد ان هو مش راضي يديهالك هو ان هو طفيلي ومستبد ومتعجرف

٥- اي طرف خارجي مش واقف معاك بدون اي تحفظات يبقى شاي بالياسمين

٦- صعد بأقصى سرعة وبأشد الأشكال وخلي مطالبك تتصاعد وتزداد هلامية. ده هيخلي خصمك يخاف ويسارع بالاستسلام وتحقيق مطالبكاللي انت ساعتها ممكن ترجع تفكر هي كانت ايه اصلا

٧- لو خصمك او اي حد حاول يقول ان التصعيد او الطريق اللي ماشيين فيه هيضر كل الاطراف فدي فزاعة بيحاول يخوفك بيها واوعى تتراجع. كل ما تلاقي حاجة بتنهار اعرف ان ده مجرد ملعوب من خصمك ومن أذرعه المتشعبة. هو بيحاول يعاقبك على مطالبتك بحقوقك المشروعة


٨- لو كل حاجة خربت ولقيت نفسك في الاخر بتدفع تمن اكبر من اللي كنت معترض عليه في الاول فده غلط خصمك لوحده من الاول لانه مرضيش يحقق مطالبك. ولو خصمك مخسرش زي ما انت خسرت، فده عشان الشاي بالياسمين او سوء حظ او غباء من الاخرين

Thursday, August 25, 2016

وزير التموين الخاين العميل


من ضمن كل الحاجات اللي ممكن تقرف الواحد في الأيام دي يعد ما حدث مع وزير الزراعة من اكتر الحاجات اللي الحمد لله محسساني ان مفيش حد بيفهم في البلد دي حكومة ومعارضة وشعبا.

اقالة او استقالة وزير التموين ممكن تبصلها من كذا منظور. من وجهة نظر "الدولة" هو شخص عليه شكوك ودوشة وبلبلة في الاعلام. والاخوان ممكن يستغلوه في دعايتهم في السوشيال ميديا والجزيرة تظيط. وطبعا اهم حاجة في الوقت الحالي هو ان سيادة الرئيس يحافظ على صورته وميبانش زي حسني مبارك ومش مهم وزير ولا اتنين ولا الوزارة كلها المهم نحافظ على النقاء الينايرجي اليونيوي ونسكت اْبواق الاخوان.

اما الشعب الواعي المثقف فقد أهاله ان الوزير قاعد في فندق مريح. ويقعد في فندق مريح ليه، دي فلوسنا!! ايه؟ قاعد بفلوسه؟ يبقى حرامي! جاب الفلوس دي منين ماهو أكيد سارقها من أموال الشعب. لا الوزير لازم يقعد في الكبينيه، في قلب الكينيف ذات نفسه. او ممكن يكون مرتشي وحرامي وواخد فلوس في توريد القمح عشان يحطلنا بودرة العفريت اللي اسرائيل بتصدرها عشان شبابنا يهرش في قفاه.

ممكن على فكرة يكون رفد الوزير فعلا بسبب مافيا استيراد القمح اللي مش عاجبها اي تغيير في النظام. ممكن مش بعيد، أصل من ضمن العته الينايرجي ان المصري يساعد الفساد وهو فاكر نفسه بيحاربه. يا راجل دا احنا شعب قال آيه فاكر انه هيحارب الفقر بالثورات، فعادي يعني.

بس مش دي المصيبة، لان أنا معنديش دليل ان ده اللي حصل. المصيبة الحقيقية والمؤكدة ان الراجل اتجرس واتفضح عشان بيشتغل. بيشتغل صح ولا غلط من وجهة نظرك مش مهم، المهم انه بيشتغل ومن ضمن مبادئ يناير الأساسية ان اللي بيشتغل فاسد ولازم يمشي. طبقناها على المستثمرين ورجال الاعمال والقطاع الخاص الوطني وقلنا عليهم حرامية وخالد علي الحمد لله جابلنا عليهم احكام وسحبنا منهم الاراضي وهم اتعلموا الدرس ومشيوا وركزنا في المشاريع العملاقة اللي قادت للنمو الاقتصادي الفظيع اللي احنا شايفينه اللي مش زي النمو الوهمي بناه مبارك الحمد لله. وجزء من الجو ده هو ان الحكومة اللي كان فيه اتجاه لتقليصها وزيادة فعاليتها ايام مبارك كان لازم تتضخم بكل تعيينات ما بعد يناير، والاهم هو ان اي حد هياخد قرار هيتسجن. ده درس يناير واللي الجهاز الاداري للدولة اتعلمه كويس. وزير التموين من بقايا عصر مبارك، عصر كان فيه الوزير صاحب قرار سياسي بياخده على مسئوليته عشان يسهل الأمور على الناس اللي بتشتغل، عشان البلد تمشي والنَّاس تاكل عيش ويبقى فيه دولار والكوفي ميت ميغلاش والبنزين نرفع دعمه بالتدريج مش فجأة والشركات متقفلش وتمشي عشان محدش بيمضي ورقة ولا عنده استعداد يستحمل مسئولية اي حاجة.

وطبعا دي كلها حاجات غير مقبولة في المرحلة الحالية. اتفرج لو فعلا الاستقالة طلعت صح وشوف مين شمتان ومين زعلان. مفيد الوقت ده في التفنيط.

Saturday, April 16, 2016

The art of failure: The Egyptian protest movement

The art of failure: The Egyptian protest movement

The small to moderate protests against Egypt handing over control of two Red Sea islands to Saudi Arabia over the weekend pose several interesting questions to observers. Why is it that the Egyptian protest movement fails to be a bargaining chip that the Egyptian government uses in international negotiations. Why is it that the Egyptian protest movement never seems to achieve anything. And why is it that protest, theoretically a safe outlet of opposition and a guard against revolution seems to have lost popular support in Egypt?

The answer lies partly in the genesis of the secular Egyptian protest movement. The incubator of the movement that produced the revolution of 2011 inserted structural issues into their very own foundation which will always abort them as the vehicle of anything productive.

Cliquism and detached leadership: The Egyptian protest movement is based on cliques. Small groups of socialist and secular leftist activists who are at once detached and aloof of their surroundings and claim to be sole representatives of said society. Social media is rife with said activists alternately claiming to represent society and denouncing it in sweeping statements. Leadership of said cliques is even worse, instituting an elitist, puritanical, and exclusionary attitude among their followers.

Denial of the power and role of Islamists: perhaps the single most important reason for the failure of the Egyptian protest movement to achieve anything. This is deeply rooted in 2011, where conscious denial of the role and influence of the MB in the protests that toppled Mubarak were followed by a sustained period of denial of MB dominance that didn't end even with Islamists unilaterally in control of two branches of government and unilaterally drafting a constitution. Said denial still runs deeps, it is apparently a necessary condition that allows the protest movement to inflate its numbers without facing the consequences to the goals of the protest.

Conflating protests and riots: This is the main reason for the deflation of popular support for protest. Insistence that protest can't be peaceful, that petrol bombs, destruction of property, and even use of weapons can be part of protest, have all been consistent positions of the Egyptian protest movement. Which is why issues where almost all Egyptians should be united, like abuse of force by security, fail to gather significant popular support. After all people would rather tolerate abuse of organized state power than abuse of chaotic mob power. The scenes of Mohammed Mahmoud are not symbols of resistance and revolt for most people, they are symbols of chaos, violence and loss that have come to characterize the revolution.

Disdain for locals: A side effect of completely missing the parameters of protest is that one misses the rights of locals. Public spaces are also in a way private spaces for locals, and disqualifying the locals livelihoods and priorities leads to repeated shock followed by disdain at the lack of support from said locals. But it's always easy to characterize them as thugs or government goons.

Foreign support: Financial and media support for specific protests movements has been open and plain since Mubarak agreed to relax laws on NGOs with international pressure. The conflation of human rights and NGOs with politics is a crime against the protection of the basic lives of Egyptians that all involved should be held responsible for. But post 2013 western support for specific organizations in Egypt has become even more vocal. With said organizations now seeking support openly, directing messaging in English, and conflating issues In a way designed to directly invite foreign intervention. This is unfortunately structural in the genesis of these movements, and well documented in 2011. Insistence that this is completely normal, or invoking inane equivalence with state foreign relations will never remove the stigma of being foreign funded and aided from the public psyche. Black lives matters is a very valid movement against a very valid issue in the US, but if it were actively and openly funded and trained by the government of Russia support for BLM would probably be much lower.

Escalation: Egyptian protest is unfettered and unfocused with all protests immediately escalating to demanding the toppling of the regime. While this makes for nice headlines and drama, it also means that protests can't maintain support, and can't hone in on specific goals. In the rare cases where protests managed to repel Islamist and NGO parasitism, protests were able to quickly achieve either partial or complete results. But only provided their demands were realistic, which brings us to..

Basis in myth not merit: To be fair, this is more a structural problem of the Egyptian psyche as a whole rather than that of the protest movement. Egyptians base their national character on a set of myths formulated in the Nasserite era and nurtured ever since. These myths include gems such as Egypt being wealthy, over population being a resource, and Egypt having a golden age not long ago when it was incredibly powerful and wealthy. These beliefs are not based on facts. Egyptians will believe Mubarak impoverished and sickened Egyptians even if GDP per capita and life expectancy soared under him. Nasserites will believe Nasser was a powerful cunning leader even though all his ventures failed, all his wars were lost, and under him Egypt's economy was destroyed for generations to come. What this leads to is an inability to discuss anything based on merits or facts from the Ethiopian dam to Tiran and Sanafir Egyptians feel and will continue to feel aggrieved and humiliated. And this  will continue to be s source of protest until society decides to face the facts of its own condition, history, and the meaning of compromise and negotiation.

Not knowing what they want: The Egyptian protest movement is a heterogeneous group of people with political, social, and economic ideologies that are polar opposites. At almost all junctures, groups of Egyptian protestors managed to coalesce not around what they want, but who they don't want. The average protestor knows he doesn't want Mubarak/Morsi/Sisi. The sophisticated protestor knows he doesn't want the whole "system" without being able to define what that is exactly. But no two protestors know what exactly they want. And post 2011, we have demonstrated repeatedly that we can't converge on any stable definition of what it is we want through revolution, protest, polls, negotiations, or any combination thereof.

Egypt needs a protest movement and a vigilant NGO, human rights, and watchdog community. This has become a necessity to protect individuals' basic human rights, as well as a safety valve for society as a whole. However, the Egyptian protest movement is captive to its structural problems, denying it the ability to either be effective or sustainably popular. But for the sake of Egypt, such a movement has to find a way to exist beyond politicization, Islamism, western funding, and state sponsored loyal opposition.