من ضمن دراسة كبيرة عملتها ناشيونال جيوجرافيك مع كذا مؤسسة قعدت عدد كبير من السنين قدروا يحددوا تاريخ هجرات الإنسان في الكرة الأرضية. وكان من ضمن النتايج مصر. نتايج مصر مكانتش مذهلة وأيدت دراسات تانية أقدم منها عن التكوين الجيني للمصريين. لكن النتيجة كانت مغايرة لما يعتقده المصريين عن أصولهم. النتيجة كانت ان المصريين لم يتغيروا بشكل كبير من أواخر عصر الأسرات الى الوقت الحالي. وان المكونات الجينية للمصريين اتنين أساسيين.
المكون الأول معروف بتغير جيني يرمز لأول خروج للإنسان من افريقيا جنوب الصحراء وده تم عن طريق النيل في فترة كانت فيها الصحراء الكبرى سافانا نتيجة عصر جليدي. الجين ده موجود حاليا في شمال افريقيا واثيوبيا والصومال وأوروبا على المتوسط.
المكون التاني كان مكون شرق أوسطي هاجر لمصر بداية من أواخر العصر الحجري واستمرت الهجرات لغاية نهاية عصر الأسرات وتعتبر هجرات العرب لمصر بعد الاسلام جزء ضئيل من العملية المستمرة دي. الشرق أوسطيين اللي هاجروا في نهاية العصر الحجري جلبوا معاهم مبادئ الزراعة لمصر ومعاها ابتدت الزراعة في الوادي. وبكده تكون مصر مكونة من مزيج أفرو-آسيوي مستقر.
لكن المكون الافريقي في مصر كان مكون رعوي بيرعى الماشية في الصحراء الكبرى قبل ما تجف. ولما جفت الصحراء حصل استقرار حوالين النهر وبدأ الاعتماد على الزراعة. في عهد مينا كان فات قرون على الاستقرار حول النهر وأصبح الرعي مكون ثانوي جدا في عمل المصريين. طبيعة النهر ما ساعدتش على تربية الأبقار اللي بتحتاج مراعي مفتوحة كبيرة. لكن فضلت البقرة والرعي مكون رئيسي في الثقافة المصرية وعشان كده مثلا كانت الالهة الأم تمثل بالبقرة على الرغم من أن الحيوان مش مركزي في الاقتصاد المصري القديم.
ومن ضمن وسواس الحفاظ على التقاليد للمصريين القدماء كانت ثلاث رموز للحكم يحملها الملك كلها من تراث الرعي في الصحراء الغربية وثلاثتها تعبر عن تخيل المصريين القدماء للحكم الرشيد.
واس، القوة:
صولجان الواس هو عصا على رأسها حيوان يشبه حيوان ست. الواس هي رمز للقوة والسيطرة والاطمئنان يمسكها الملك كعلامة على سيطرته على البلاد وقوته وقدرته على فرض النظام والحق في البرين. أصل الصولجان هو عصا الراعي اللي كان بيرعى بيها الماشية ومع الوقت بقى فيه عصاية مخصوصة لرئيس القبيلة بيمسكها غير العصايا العادية بتاعت الرعاة العاديين دلالتها انه راعي للقبيلة بقبولهم لقوته وسلطته.
دچد، الاستقرار:
عامود الضد أو الدچد هو رمز مصري مغرق في القدم يرمز للاستقرار. كان له مكانة مركزية في احتفالات كتير ليها علاقة بالخصوبة والرخاء. الرمز مرتبط بشدة بالاله الشعبي أوزوريس والأسطورة بتقول إن بعد ما تابوت أوزوريس اللي ست حبسه فيه انجرف للبنان، احتضنته شجرة الجميز المقدسة ونمت عليه وخبته. ملك جبيل أخد الشجرة وعمل منها عامود في قصره. إيزيس بالخدعة والسحر والسياسة قدرت تكسب صداقة الملك والملكة وطلبت منهم العامود هدية ومنها قدرت ترجع أوزوريس ملكا للعالم الآخر. لكن أصل حكاية العامود زي أصل حكاية عصا الراعي في الحضارة الأم المنسية ما قبل التاريخ في الصحراء الغربية. عامود الدچد هو رمز للعمود الفقري للثور اللي نتيجة استقراره وثباته بيسمح للثور بالنطح بقوة.
عنخ، الحياة:
تميمة الحياة عنخ كان الملك بيشيلها على الصولجان أو في حلي أو في أشكال كتير متنوعة. العنخ هو أشهر رمز مصري قديم، ومعناه ببساطة ووضوح الحياة. الحياة اللي بيمنحها الاله للناس، الحياة في الروح، الحياة الأبدية. هي المعنى النقي الخالص للحياة. فيه نظريات كتير عن أصل العنخ منين، لكن كم أكتر النظريات المثيرة انه برضه له أصل في الحضارة الأم للرعاة. العنخ هو مقطع في نخاع البقرة، والنخاع عند الحضارات القديمة هو أصل الحياة.
No comments:
Post a Comment